يحلم أطفال سوريا بأن يلعبوا في سن طفولتهم التي انقضت ولم يروها، بل واضطرتهم حرب النظام على نسف الطفولة وأن يصبحوا رجالا منذ سن العاشرة.
لم يترك النظام مدينة ولاقرية في سوريا إلا وهجر أهلها منها، أو قتل واعتقل شبابها لتفقد حلقة كاملة في المجتمع السوري وهي سن الشباب الذين قتلهم أو هجرهم أو اعتقلهم أو أغلق عليهم مناطقهم، ليصبح الشباب بلا عمل ولا وظيفة ليكبر أولادهم الأطفال على قهر وجوع وحرمان ليبدأوا بالعمل تاركين خلفهم حب اللعب والدراسة في مدارسهم.
في سوريا حرم النظام أكثر من 900 ألف طفل سوري من آبائهم في كافة المحافظات السورية، بعد قتل وتهجير واعتقال أبائهم ليترك الأطفال اليتامى مع أمهاتهم بلا رجل يكون عونا لهم ومعيلا، ويأخذ الطفل مكان أبيه ويترك مدرسته دون أن يدرك مافعل والذي يعلمه فقط أن أمه وأخوته بحاجة للمال كي يشتروا طعامهم ولباسهم ودواءهم .
يلجأ الأطفال للعمل في أعمال متعبة جدا لاتناسب بنيتهم الجسمانية الضعيفة ومنها تحميل البضائع ونقلها على ظهورهم الرقيقة، وفي الأعمال الزراعية التي تعتبر قاسية جدا نسبة لهم، إلا أن اصرارهم ينسيهم مرارة وصعوبة العمل، فيما يعمل بعضهم في تركيا والبعض الأخر يمتهن العمل في ميكانيك الدراجات والسيارات، فتجد طفلا لا يتجاوز عمره 8 سنوات يعمل في فك وتركيب المحركات وتجد في وجهه علامات حقد وكره للإنسانية التي بنظره ليس لديها قيم أبدا.
الأمر الأخطر من ذلك يلجأ الأطفال ممن تتراوح أعمارهم بين الخامسة عشرة والثامنة عشرة إلى الإنضمام للتشكيلات العسكرية سواء في مناطق الثورة أو النظام أو الإدارة الذاتية أو تنظيم الدولة، وهدفه هنا ليس نصرة مظلوم أو الدفاع عن قضية بل هو يدافع عن قضية شخصية خاصة به وهي إعالة أهله.
تحتاج العائلة المؤلفة من 5 أشخاص وما فوق في الشمال السوري لأكثر من 2000 ليرة سورية يوميا، فيما يتقاضى الأطفال 1500 ليرة لقاء أعمالهم في الزراعة والصناعة والميكانيك والبناء وضمن التشكيلات العسكرية الأمر الذي يدفع الأخ الثاني والثالث للحاق بأخيهم الطفل والسير على نهجه.
النظام في سوريا تسبب بدمار بلاد بأكملها اجتماعيا واقتصاديا وأخلاقيا وعسكريا ولم يترك بابا يفتح، وأغلق كافة الأبواب ودمر المدارس وحرم الأطفال من طفولتهم وفتك بطفولة الصغار وعبث بأرواح الكبار.
المركز الصحفي السوري_خاطر محمود