تساءلت صحيفة «لوموند» عما إنْ كان ما زال في الإمكان الحيلولة دون نشوب حرب رابعة في العراق، مؤكدة أن تقدم الجماعات الثوار في شمال بلاد الرافدين أدخلها عملياً في حرب جديدة هي الرابعة خلال ثلاثين سنة: حيث كانت الحرب الأولى بين العراق وإيران من 1980 إلى 1988، والثانية ضد التحالف الدولي التي انتهت بتحرير دولة الكويت من الاحتلال العراقي سنة 1991، والثالثة ضد الولايات المتحدة والمملكة المتحدة سنة 2003 والآن ها هي الحرب السنية- الشيعية تطرق الأبواب أيضاً. وهذه العودة من جديد لتصدر العراق مسرح الأحداث تزيد الاحتقان الإقليمي وترفع سقف الاستقطاب بين بعض الدول القريبة المؤثرة. كما يمثل ارتماء بلاد الرافدين الآن في حالة الفوضى والاحتراب الداخلي دليلاً قاطعاً على ارتباك وعدم فاعلية النظام الدولي منذ انتهاء الحرب الباردة في سنة 1991 ودليلاً ساطعاً كذلك على مدى مسؤولية الدول الغربية وخطأ حساباتها في تدخلاتها العسكرية، حين لا تضع في الحسبان تحديات المرحلة التالية. والعراق اليوم يقف مثالاً على إخفاق تلك التدخلات بشكل يتحدث عن نفسه ببلاغة ووضوح.