شهدت الأيام الأخيرة سلسلة من اللقاءات الدولية تمحورت حول إنقاذ الوضع السوري من الانهيار ميدانيا وفي نفس الوقت تهيئة الظروف لعودة الأطرف السورية إلى المسار التفاوضي.
وأجرى ستيفان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا محادثات مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الثلاثاء، في موسكو. وأعرب عن رغبته في إحياء وقف الأعمال القتالية على الأرض. وقال بعد لقائه لافروف إن محادثات السلام السورية قد تستأنف إذا جرى مدّ تهدئة متداعية بحيث تشمل مدينة حلب وهو أمر أكد هو ولافروف أنه قد يحدث خلال ساعات. وأعرب عن اعتقاده أن هناك فرصة لوقف الأعمال القتالية عن طريق تعزيز ومدّ عمليات التهدئة المحلية. وتابع في مؤتمر صحافي بعد المحادثات “نأمل أن نتمكن في غضون بضع ساعات من استئناف وقف الأعمال القتالية. وإذا تمكنا من فعل ذلك فسنعود إلى المسار الصحيح”. ومن جانبه، أبدى وزير الخارجية الروسي أملا في الإعلان عن وقف المعارك في حلب خلال وقت قريب جدا. وكان دي ميستورا قد أجرى لقاءات مع كل من وزراء الخارجية الأميركي والأردني والسعودي في جنيف قبل انتقاله إلى موسكو. وفي محاولة للقطع مع بقائهم على هامش الملف السوري أظهرت دول أوروبية رغبتها في العودة ولعب دور أكبر في هذا الملف الذي بدا في الأشهر الماضية حبيس روسيا والولايات المتحدة فقط.
وأعلنت ألمانيا أن اجتماعا سيعقد الأربعاء بين مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا والمنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات، الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة السورية، رياض حجاب ووزيري الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت والألماني فرانك فالتر شتاينماير. وقالت وزارة الخارجية الألمانية في بيان “ستركز النقاشات على كيفية إيجاد الظروف المؤاتية لاستمرار مفاوضات السلام في جنيف وتهدئة العنف وتحسين الوضع الإنساني في سوريا”. من جهتها دعت كل من فرنسا وبريطانيا إلى عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي لبحث الوضع في مدينة حلب السورية، بحسب ما أفاد سفيرا البلدين. وفي وقت سابق أكد وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند أن ثمة حاجة لمبادرة جديدة حيال الأزمة السورية كي يظل الحوار قائما. وكانت موسكو وواشنطن قد رعتا وقفا لإطلاق النار الذي بدأ سريانه في 27 فبراير، لكنه شهد خروقات متتالية تصاعدت خطورتها منذ أيام، ولا سيما في مدينة حلب، كبرى مدن شمال سوريا. ويرى متابعون أن التحرك الأوروبي المسجل مؤخرا يأتي تعبيرا عن استيائهم من تحييدهم عن الشأن السوري واستفراد كل من روسيا وأميركا في رعاية المحادثات السورية. ويعتبر المحللون أن هذا التحرك سيكون مفيدا للمعارضة السورية في ظل التهاون الأميركي واقتراب مواقفه من الجانب الروسي (الداعم الرئيسي للنظام). وقال رياض نعسان آغا المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات لـ”العرب” “لا يمكن البدء بمفاوضات جادة تصل إلى حلول مقبولة، ما لم يتم تنفيذ قرار مجلس الأمن 2254 وبخاصة البنود 12 و13 و14 وهي المتعلقة بالمسار الإنساني”. وطالب آغا بضرورة وقف القصف على المدنيين، وهذا ما تنص عليه كل القرارات ذات الصلة وآخرها القرار 2268 واتفاقية الهدنة، وأضاف “لا بد من الالتزام بجوهر العملية التفاوضية وهو تشكيل هيئة حكم كاملة الصلاحيات التنفيذية ولا يكون للأسد وأركان حكمه دور فيها مع وجود جدول زمني واضح”. |
|||||
العرب |