تجدّد اندلاع الحرائق على نطاق واسع في المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري، شمال غربي البلاد، الليلة الماضية وفجر اليوم، حيث تحاول فرق الإطفاء إخماد النيران في مواقع عدة من محافظتي اللاذقية وحمص.
وذكرت صفحات محلية على مواقع التواصل الاجتماعي، منها “شبكة أخبار اللاذقية”، أنّ الحرائق “بدأت تلتهم منازل الأهالي في بلوران وبعض المناطق في الريف الشمالي من اللاذقية، حيث تنتشر النيران هناك بشكل مخيف”.
وأضافت عبر صفحتها على “فيسبوك”، أنّ موجة حرائق ضخمة اندلعت بشكل مفاجئ عند منتصف الليل، وتحاول فرق الإطفاء في كل من اللاذقية، وجبلة، والقرداحة، والحفة، وحرف المسيترة، الفاخورة، والدالية، بالإضافة لمنظومة إطفاء الزراعة، ومصلحة الحراج، والدفاع المدني، التعامل مع الحرائق الضخمة”.
كما ذكرت “شبكة أخبار جبلة”، عبر صفحتها على “فيسبوك” أنّ النيران نشبت بين المنازل وأشجار الزيتون في منطقة شافي نوح وبالقرب من الكلية البحرية، وسط محاولات أفراد من الكلية للسيطرة على النيران.
من جهتها، ذكرت وكالة “سانا” الرسمية أنّ “منظومة الإطفاء في محافظة اللاذقية تبذل جهوداً كبيرة للسيطرة على الحرائق الضخمة التي اندلعت منذ منتصف الليلة الماضية في أرياف المحافظة، حيث تعمل فرق الإطفاء وآليات الحراج وقوى الدفاع المدني بمساعدة طائرات مروحية تابعة للجيش للسيطرة عليها”.
ونقلت الوكالة عن مدير زراعة اللاذقية، منذر خير بك، قوله “إنّ طواقم الإطفاء التابعة للمديرية وبالتعاون مع فوج الإطفاء والدفاع المدني، تمكّنت من إخماد 10 حرائق من أصل 21 حريقاً، ولا تزال فرق الإطفاء تتعامل مع حرائق ضخمة في أحراج بلوران وقلعة جندل بالقرداحة وقمين وقويقة وكلماخو وبنجارو وخدلو في الحفة”.
ورأى أنّ “سرعة الرياح الشرقية الجافة التي وصلت إلى نحو 70 كم في الساعة، ولا سيما في بلوران أسهمت في امتداد النيران وصعوبة السيطرة عليها، إضافة إلى وعورة التضاريس الجبلية”. وأشار إلى أنّ جميع فرق العمّال، المزودة بمعدات يدوية، التابعة للمديرية وعددها 28، تساعد في عملية إخماد الحرائق.
من جهته، أوضح باسم دوبا، مدير دائرة الحراج بمديرية الزراعة، في تصريح مماثل، أنّ فرق الإطفاء تعمل في ظلّ ظروف قاسية لجهة شدة الرياح الشرقية الجافة، ووعورة التضاريس التي تعيق الوصول إلى بعض المواقع المشتعلة. وأضاف أنّ رجال الإطفاء يبذلون جهوداً كبيرة للحيلولة دون وصول الحرائق إلى منازل السكان في كلماخو وبنجارو حيث تتّسع دائرة النيران بسبب الرياح. وقال إنّ الحرائق التهمت مئات الدونمات من أشجار الحمضيات والزيتون إضافة إلى مساحات واسعة من الأحراج الطبيعية.
وقالت شركة كهرباء اللاذقية في بيان لها، إنّها بادرت إلى” قطع التيار الكهربائي عن المناطق التي اندلعت فيها الحرائق، وذلك كخطوة استباقية حفاظاً على حياة وممتلكات المدنيين، وتسهيلاً لعمل فرق الإطفاء، وحفاظاً على سلامة الشبكات الهوائية الكهربائية”.
إلى ذلك، ذكرت وكالة “سانا” أنّ فرق الإطفاء والدفاع المدني تمكّنت من السيطرة على الحريق الذي اندلع شمال بلدة “قرب علي” بريف حمص الغربي، وتواصل عملها لإخماد باقي الحرائق في محيط البلدة.
وذكر العقيد نوفل حسن، معاون مدير فرع الدفاع المدني بحمص، أنه يجري التركيز حالياً على منطقتي وادي جاموس وجبل السن، مشيراً إلى أنّ وعورة التضاريس وقوة الرياح تسببتا بصعوبات أخّرت عملية السيطرة على الحرائق.
وكانت اندلعت أواخر أغسطس/ آب الماضي، حرائق كبيرة استمرّت لأيام في العديد من مناطق شمال غربي سورية الواقعة تحت سيطرة النظام، وامتدّت إلى مناطق سيطرة المعارضة، وتسبّبت في احتراق آلاف الهكتارات من المساحات الحراجية والزراعية. وحسب التحقيقات التي قامت بها سلطات النظام، فإنّ العديد من تلك الحرائق كان مفتعلاً.
نقلا عن العربي الجديد