أمل الصالح( 39) عاما من سجن الحياة الكبير إلى غياهب سجون النظام، آخر ما قالته قبل اختفائها: “صار عندي شغلة ضرورية بحمص رح ضل تلت تيام ديري بالك على خواتك ولا تخافو”.
في مكان مظلم يعج بآلاف المعتقلين والمعتقلات، أكثر من 220 ألف معتقل، بينهم تسعة آلاف طفل دون سن ال 18 ، و8 آلاف و 500 امرأة.
أمل الصالح توفيت والدتها وهي بعمر العشرين ، اضطرت مع أخوتها لترك منزل والدها بعد زواجه، كانت الأكبر ، أخذت دور الأم ، عملت في الخياطة لتؤسس حياة كريمة لأخواتها.
مع اندلاع الثورة السورية عام 2011 زادت معاناتها ولكن من نوع آخر تقول أمل: ” تلقيت خبر استشهاد أخي في 22 حزيران عام 2012 واستلمت جثته أشلاء مقطعة”، كان ذلك سبباً لانضمام أمل إلى الثورة، كنِّيت بأم محمد. تقول شقيقة أمل: ” في ال 23 من تشرين الثاني 2012 خرجت أمل ولم تعد وعرفنا فيما بعد أنها اعتقلت، وكان آخر مرةٍ تكلمتْ معنا باتصال هاتفي أخبرتنا، أنها في حمص ولن تتأخر وأوصتنا أن ننتبه إلى أنفسنا.
تنقلت أمل بين عدة “أفرع”، ولم تستطع عائلتها منذ عام 2014 معرفة ما إذا كانت حية أم أنها استشهدت في ظلام سجون الأسد .
تروي المهندسة هدى الديري من درعا قصة اعتقالها: “اعتقلت في منتصف 2014 لمدة 6 شهور، كنا جالسين وفجأة سمعنا أصوات اشتباكاتٍ، استمرت لمدة نصف ساعة في الحارة”.
تقول هدى: “خرجتُ لأرى ماذا حصل وإذ بعناصر على باب منزلي، تم اعتقالي “.
تصف هدى التعذيب الذي تلقته قائلة: ” لم أتلق تعذيبا ولكن رؤيتي لشباب يُعذبون كان أكبر تعذيب لي، تحقيقاتٌ عديدة خضعتُ لها وبعد وعدي بإطلاق سراحي تم تحويلي إلى دمشق، وُضعت في غرف مسبقة الصنع مليئة بالفتيات والنساء، وبفضل الله خرجت عن طريق تسوية لأهالي دمشق، بعد ذلك لم نستطع العيش في درعا انتقلنا إلى إدلب”.
هدي الديري حاليا رئيسة رابطة معتقلات الجنوب تناضل لإيصال صوت المعتقلات إلى العالم بأسره.
أم محمد من الغوطة الشرقية اعتقلت عام 2012 .
تروي أم محمد قصة اعتقالها: “اعتقلتُ حين كنتُ متوجهةً للعمل، تعرضت للضرب، حالات الاغتصاب تطال جميع المعتقلات، ما من امرأة دخلت إلا وتم اغتصابها، لا يستثنون أحدا، اغتصاب للجميع ، طفلة عمرها 14 عاما حتى مسنة بعمر ال 55 عاما اغتصبن .
خرجت من السجن، زادت معاناتي أكثر، تزوجني ابن عمي وعندما عرف بأمر اغتصابي طلقني ، رفضني مجتمعي”.
تقول سائحة البارودي معتقلة سابقة عند النظام: ” اعتقلتُ بسبب حيازتي لرخصةٍ قيادة تابعة لزوجي ، وضعتُ في زنزانة، نُزِع حجابي وكُشِف “الجزء العلوي من جسدي ” ، رفضتُ التهم الموجهة إليّ، تعرضت لأنواع عديدة من التعذيب الجسدي والصعق الكهربائي.
ورأيتُ نساءً تعرضنَ لشتى أنواع التعذيب، لفت انتباهي بعد نقلي إلى سجن بالون كثرة الميليشيات الشيعية الإيرانية فيه.
نُقلتُ إلى سجن عدرا ، بعد أسبوعين تمكنت من الخروج إلى المحكمة ونلت براءتي من التهم الموجهة إليّ.
تروي إحدى الأخوات التي كانت معتقلة مع رحاب العلاوي في نفس السجن: ” لقد كان أخر حلم لرحاب أنها ترتدي فستان عروس أبيض فظنت أن هذا بارقة أمل للحصول على حريتها “.
وتتابع قائلةً: ” اسْتُدعيَتْ رحابُ في الثانية عشر ليلا، صرخت مستغيثة: ” لا تخلوهم ياخدوني أنا خايفة “.
تأخرت رحابُ ولم تعد، فظننا أنه تم إطلاق سراحها، لكن وصلنا خبر فيما بعد أنها قتلت ولا تزال طريقة إعدامها مجهولة حتى الآنٍ.
شمس العمر
#المركز _ الصحفي _ السوري