يعتبر فصل الصيف من الفصول الموسمية الذي ينشط فيه قطاع السياحة في معظم دول العالم التي تتمتع بطبيعة ساحرة ومقومات جمالية تجذب السياح، ومع امتداد زمن الحرب في سوريا اقتصرت السياحة فيه على المناطق الساحلية في اللاذقية وطرطوس حيث تشهد اكتظاظا بالنازحين الموالين للنظام ومعظمهم من حلب وإدلب بعد أن فقد النظام سيطرته عليهما، بالإضافة للسياح الروس الذين وجدوا في سوريا أمانا وخيرات لم يجدوها في بلدهم، ليحتكروا تلك المناطق لاستجمامهم وراحتهم بعد أن يبذلوا جهدا في محاربة المدنيين وقتل أكبر قدر منهم بغاراتهم الجوية.
ونظرا لذلك لم تتوقف المشاريع السياحية تمهيدا لاستقبال فصل الصيف، ولتنشيط السياحة التي يجنون من ورائها مبالغ خيالية من خلال الأسعار المرتفعة، فكان إنشاء الحدائق العامة من بين تلك المشاريع، فقد صرح مدير الحدائق في مجلس مدينة طرطوس المهندس علي محمود لجريدة تشرين التابعة للنظام أن الحدائق الموجودة ضمن المخطط التنظيمي للمدينة تبلغ أكثر من 100 حديقة، منها 45 حديقة جاهزة ومفتوحة للمواطنين، وتتضمن المشاريع أعمال التعشيب وزراعة 600 شجرة ضمن الحدائق وعلى الأرصفة بالإضافة للري وتقليم الأشجار.
يواصل مسؤولو حكومة النظام إنشاء المشاريع السياحية البعيدة عن الواقع الخدمي، فالمواطن السوري الذي لا يكاد يجد قوت يومه ليس بحاجة لمنشآت سياحية، أو لحدائق ليرفه بها عن نفسه، فالرفاهية والاستجمام باتت في حياته طي النسيان، ما يؤكد ذلك أن المواطنين تقدموا في مدينتي طرطوس واللاذقية مراراً بعدة شكاوى لأمور خدمية عدة في مقدمتها صعوبة الحصول على مادة البنزين.
فادي من مدينة طرطوس يقول:” أضطرّ كل أسبوع للتعطل عن عملي ليوم كامل كي أقف أمام طابور طويل لأحصل على البنزين وسط مشاجرات مع المواطنين أمام الكازية بسبب الوساطات والمحسوبيات، واستغلال أصحاب المحطات لحاجة السكان من الوقود لذلك يختلف سعر الليتر الواحد باختلاف الزبون، فقد وصل سعر الليتر الواحد لـ”500 ليرة” أكثر من مرة.
ولعل ما فاقم أزمة الوقود هو قرار وزارة النفط بتخفيض حصة محافظة طرطوس من مخصصات الوقود بما يعادل 100 ألف ليتر يوميا حسب صحيفة البعث، ما سبب تذمر المواطنين.. يعلق عمر على الخبر ساخرا :” أعداد النازحين بطرطوس أكتر من عدد السكان، وجايين هلق نازحين من غير مناطق ليقدموا امتحانات الشهادات، بقا: لازم يزيدوا المخصصات ولا اينقصوهن؟، الحمدلله بهالبلد كل شي بالعكس، بس عم يتشاطروا ويصرفوا مبالغ خيالية ليعملوا حدايق وفنادق لينشطوا السياحة، وتاركين هالمواطن المعتر”.
” الحكومة بواديْ والشعب بواديْ آخر”، عبارة لا ينفكّ السوريون في مناطق النظام يقولونها، فمعاناتهم تتفاقم بتراجع الخدمات وانعدامها في بعض المناطق، كالكهرباء والمياه وحال الطرقات وغيرها كثير أمام عجز واضح لإصلاح ولو جزء منها بما يخدم المواطن الذي تخطى خط الفقر، فجل ما يمكنهم فعله المباهاة أمام الإعلام ليبرهنوا للعالم أجمع أن سورية مازالت بخير غير آبهين بما يعانيه المواطنون.
سماح خالد ـ المركز الصحفي السوري