kareem Ankeer
وصف السوريون الذين تواصلت معهم المأزق الشديد الذي يمرون به، قائلين: «الرئيس بشار الأسد يتمسك بالبقاء في السلطة، لكنه فقد السيطرة على أجزاء كبيرة من الدولة». ويقاتل المتمردون بشجاعة، لكنهم يفتقرون للتنظيم والأسلحة الثقيلة من أجل حماية المناطق التي تمكنوا من السيطرة عليها. وفي غضون ذلك، يستفحل خطر متطرفي تنظيم القاعدة في الخفاء، ولا تزال المعارضة منقسمة ومفتتة للغاية، لدرجة أن بعض المتمردين اعترفوا صراحة بأنهم ليسوا على استعداد لتولي زمام الحكم، حتى في حال سقوط الأسد. وحسب ما أقر به أحد قادة المتمردين: «نحن ما زلنا بحاجة لوجود قائد»، وأضاف: «لا يوجد لدينا قائد داخل البلاد».
ومع زيارة أحمد الجربا، رئيس الائتلاف الوطني السوري، المقررة إلى واشنطن الأسبوع المقبل من أجل مقابلة مسؤولين أميركيين، فقد حان وقت الكشف عن الحقيقة؛ حيث إن النهج الأميركي الحالي يسهم في الموت البطيء لسوريا، فما الذي ينبغي تغييره؟ هناك احتمالان واضحان، لكن لكل منهما مشاكله، كما سيتضح من الآتي: الاحتمال الأول: العمل على تدعيم ومساندة المعارضة؛ الاحتمال الثاني: التفاوض مع الأسد لكي يخلفه نظام آخر، ويرى البعض في الأردن وواشنطن أنه من أجل تحقيق الاستقرار، يجب على أصدقاء سوريا إعادة فتح قنوات اتصال مع الأسد؛
تحتاج الولايات المتحدة إلى استراتيجية تصلح لخوض معركة طويلة؛ فإذا كان الهدف يكمن في تحقيق توازن سياسي في سوريا في نهاية المطاف، ستكون المعارضة السورية بحاجة للتدريب والمساعدة العسكرية من أجل حفظ الاستقرار في المناطق التي تسيطر عليها،
وفي إطار وضع استراتيجية مستدامة، يجب على إدارة أوباما أن تستمع لشكوى الأردنيين بشأن برميل البارود المجاور لهم؛ حيث إن الأردن يعد، شكليا، جزءا من الخطة السرية لمساعدة المتمردين، والموضوعة من جانب رؤساء الاستخبارات في الولايات المتحدة، والمملكة العربية السعودية، وتركيا، وبلدان رئيسة أخرى؛ لكن هذا الاتفاق يثير الكثير من القلق. كما أن بعض قادة المتمردين يدركون أن بعض الحدود المحكمة للأردن تعد أفضل من الحدود التركية التي يسهل اختراقها.
ديفيد إغناتيوس. الشرق الأوسط