الحديث عن الحرب البرية و دخول جيوش عربية لقتال “داعش” في الأراضي السورية لم يتأت من فراغ بل تلا تعليق مفاوضات “جنيف” كنتيجة لضرب النظام السوري مطالب المعارضة بعرض الحائط. المفاوضات تأجلت حتى الخامس و العشرين من فبراير الحالي وسط تقدم نوعي و غير مسبوق للجيش السوري النظامي في حلب و درعا.
التسريبات عن وجود خطط عسكرية برية اشغلت الاعلام وبالتالي حققت جزءا من غرضها لا سيما و أن النظام السوري تلقف الرسالة بحنق و توتر شديد ظهر بشكل واضح على وزير خارجيته وليد المعلم.
برأيي، الزخم الاعلامي الذي رافق الحديث عن خطط عسكرية برية وضع النظام السوري تحت ضغط سياسي شديد لا سيما و أن الولايات المتحدة أرسلت ذات الاشارات عن استعدادها لارسال جنودها لقتال “داعش” على الأرض، و غالباً ما يهدف هذا الضغط إلى تغيير قواعد التفاوض المفترض احياؤه في نهاية الشهر و بالتالي فتح المجال للتسويات، و هذا ذات المفهوم الذي تحدث فيه المبعوث الأممي “دي ميستورا” بقوله: “أكرر مرة أخرى أن التفاوض من أجل التفاوض غير مقبول لدينا. نحن نتفاوض من أجل التوصل إلى حل”.
دول المنطقة و دول القرار العالمي تعلم جيداً أن ملف “داعش” في سوريا لن يحسم قبل فرض التسوية في سوريا، ورغم كل سيناريوهات التدخل البري التي تطرح ما بين الحين و الحين، تيقن الدول ذاتها أن النموذج العراقي في “الرمادي” هو السيناريو الأمثل لانهاء “داعش” في سوريا، أي أن يتم ذلك باستخدام الجيش النظامي و بمساندة لوجستية من جيوش عالمية و اقليمية.
إطلاق بالونات الاختبار المتعلقة بالتدخل البري مردها التخوف من أن يستثمر النظام السوري التقدم الذي احرزه على الأرض مؤخراً باتجاه مزيد من التعنت مع المعارضة و هذا هو الحال الآن، يضاف إلى ذلك أن المعارضة ما عادت تتلقى ذات الدعم المالي و العسكري من مصادره و يبدو أن وراء ذلك قراراً دولياً بتقليم أظافرها.
تعنت النظام السوري مع المعارضة لن يدوم طويلاً فلن يلبث أن ينطفئ حالما تصل الاشارات من موسكو و طهران، و هذه لن تتأخر كثيراً! دول القرار العالمي تلهث وراء تسوية سريعة في سوريا، و حريّ بالمتابع أن يأخذ بعين الاعتبار أن التسوية ليس بالضرورة أن تتضمن رحيل الأسد و هذا ربما ما يؤخرها لا سيما و أن دولاً عربية لا يمكنها اجتراع مرارة بقاء الأسد في السلطة.
بدون تسوية، لن يتحرك مركب محاربة “داعش”، لكن التعقيد السياسي يحتّم على كل الأطراف أن تقدم تنازلات، و المفاجات القادمة ستكون كثيرة و قد تتضمن تغيير مواقف طالما بدت متصلبة.
السؤال الكبير، هل ستنطلق حرب برية؟
تقديري أن النموذج العراقي لمحاربة “داعش” سيبدأ في سوريا أيضاً قريباً لكن هذا مرهون بتسوية كبيرة تعلن هدنة بين النظام السوري و المعارضة يرافقها تنفيذ خطط اجتثاث “داعش” يكون فيها الجيش النظامي رأس حربة.
على الأغلب، ستبقى أحاديث الخطط البرية (و التي يجدر الانتباه أنها لم تغادر حيز بالونات الاختبار و لم تخرج من بوابات رسمية) حبيسة التفاعلات الاعلامية و لن تترجم على الأرض بصيغتها المطروحة حالياً.
لننتظر ونرى…
التسريبات عن وجود خطط عسكرية برية اشغلت الاعلام وبالتالي حققت جزءا من غرضها لا سيما و أن النظام السوري تلقف الرسالة بحنق و توتر شديد ظهر بشكل واضح على وزير خارجيته وليد المعلم.
برأيي، الزخم الاعلامي الذي رافق الحديث عن خطط عسكرية برية وضع النظام السوري تحت ضغط سياسي شديد لا سيما و أن الولايات المتحدة أرسلت ذات الاشارات عن استعدادها لارسال جنودها لقتال “داعش” على الأرض، و غالباً ما يهدف هذا الضغط إلى تغيير قواعد التفاوض المفترض احياؤه في نهاية الشهر و بالتالي فتح المجال للتسويات، و هذا ذات المفهوم الذي تحدث فيه المبعوث الأممي “دي ميستورا” بقوله: “أكرر مرة أخرى أن التفاوض من أجل التفاوض غير مقبول لدينا. نحن نتفاوض من أجل التوصل إلى حل”.
دول المنطقة و دول القرار العالمي تعلم جيداً أن ملف “داعش” في سوريا لن يحسم قبل فرض التسوية في سوريا، ورغم كل سيناريوهات التدخل البري التي تطرح ما بين الحين و الحين، تيقن الدول ذاتها أن النموذج العراقي في “الرمادي” هو السيناريو الأمثل لانهاء “داعش” في سوريا، أي أن يتم ذلك باستخدام الجيش النظامي و بمساندة لوجستية من جيوش عالمية و اقليمية.
إطلاق بالونات الاختبار المتعلقة بالتدخل البري مردها التخوف من أن يستثمر النظام السوري التقدم الذي احرزه على الأرض مؤخراً باتجاه مزيد من التعنت مع المعارضة و هذا هو الحال الآن، يضاف إلى ذلك أن المعارضة ما عادت تتلقى ذات الدعم المالي و العسكري من مصادره و يبدو أن وراء ذلك قراراً دولياً بتقليم أظافرها.
تعنت النظام السوري مع المعارضة لن يدوم طويلاً فلن يلبث أن ينطفئ حالما تصل الاشارات من موسكو و طهران، و هذه لن تتأخر كثيراً! دول القرار العالمي تلهث وراء تسوية سريعة في سوريا، و حريّ بالمتابع أن يأخذ بعين الاعتبار أن التسوية ليس بالضرورة أن تتضمن رحيل الأسد و هذا ربما ما يؤخرها لا سيما و أن دولاً عربية لا يمكنها اجتراع مرارة بقاء الأسد في السلطة.
بدون تسوية، لن يتحرك مركب محاربة “داعش”، لكن التعقيد السياسي يحتّم على كل الأطراف أن تقدم تنازلات، و المفاجات القادمة ستكون كثيرة و قد تتضمن تغيير مواقف طالما بدت متصلبة.
السؤال الكبير، هل ستنطلق حرب برية؟
تقديري أن النموذج العراقي لمحاربة “داعش” سيبدأ في سوريا أيضاً قريباً لكن هذا مرهون بتسوية كبيرة تعلن هدنة بين النظام السوري و المعارضة يرافقها تنفيذ خطط اجتثاث “داعش” يكون فيها الجيش النظامي رأس حربة.
على الأغلب، ستبقى أحاديث الخطط البرية (و التي يجدر الانتباه أنها لم تغادر حيز بالونات الاختبار و لم تخرج من بوابات رسمية) حبيسة التفاعلات الاعلامية و لن تترجم على الأرض بصيغتها المطروحة حالياً.
لننتظر ونرى…