يخص جيفري فيلتمان «إيلاف» بمقابلة حصرية يبيّن فيها كيفية إنهاء الحرب في سوريا، مشيرًا إلى أن الطريق الحقيقي والوحيد يتمثل باعتماد الحل السياسي للأزمة القائمة.
خاص بإيلاف من نيويورك: يعرب جيفري فيلتمان، نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، ومساعد وزيرة الخارجية الأميركية سابقًا، عن أسفه «لاستمرار الصراع في سوريا رغم كل الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة لإنهاء الحرب».
ويقول في مقابلة خاصة مع «إيلاف» إنَّ «الأمم المتحدة ترى أن الحل السياسي هو الحل الحقيقي الوحيد لما يحدث في سوريا، ويتعيّن على الجهات الدولية الفاعلة، وخصوصًا تلك الداعمة للطرفين، أن تلعب دورًا مهمًا في إحداث هذا التحول عن طريق الحد من الدعمين المالي والعسكري للأعمال الهجومية من جانب الحكومة والمعارضة”.
ويقرّ فيلتمان لـ«إيلاف» بصعوبة الجدال ضد الافتراض القائل إنَّ المجتمع الدولي تخلى بشكل تام عن الشعب السوري. يضيف: «كان الأمين العام صريحًا جدًا عندما قال أخيرًا إنه يشعر بالعار والإحباط، لأنه على الرغم من الجهود الجبارة التي بذلها بعض كبار الدبلوماسيين، لكن الأمم المتحدة لم تتمكن من إيجاد حل سياسي للصراع أو وضع حد لأعمال العنف وللممارسات الهمجية مثل الحصار».
انقسامٌ وعقبات
يحمّل فيلتمان «مجلس الأمن، بصفته هيئة بارزة مسؤولة عن دعم السلم والأمن الدوليين، مسؤولية خاصة في ما يتعلق بالكارثة السورية»، موضحًا أن «انقسامات الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن جعلته مشلولًًاحيال قضية الأمن والسلام الملحّتين، وانعكست على رفض وساطة الأمم المتحدة بفعل امتلاك الدول نفوذًًا على الجماعات السورية».
لكن ما هي العقبة الرئيسة التي تحول دون إنهاء الحرب والشروع في حل سياسي في سوريا؟. يلفت فيلتمان لـ«إيلاف» إلى وجود «العديد من العقبات، وليس واحدة فقط». ويوضح: «قبل كل شيء، أعتقد أن الكثير من اللاعبين الأساسيين (في الحكومة السورية وبين داعميها وفي المعارضة) يواصلون انتهاج الحل العسكري، وما يحدث في حلب اليوم، وتحديدًا في الجزء الشرقي من المدينة، أبرز مثال على ذلك، ولا يمكن السماح باستمرار هذا الوضع».
يضيف: «لم يتفق الطرفان بشكل كامل على ماذا سيتفاوضون، ومبعوثنا الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا قدم توصيفًا جيدًا للوضع، عندما قال لمجلس الأمن أخيرًا، إنه يتوجب على الحكومة السورية إدراك وفهم التحول الحاصل في سوريا على أنه نقل حقيقي للسلطة، وليس مجرد محاولة لامتصاص المعارضة أو إدخال مكونات المعارضة في الحكومة، كما هو الوضع الحالي. في المقابل على المعارضة أن تتفهم أن المرحلة الانتقالية ليست عبارة فقط عن شخص واحد أو رئاسة واحدة. لا يمكن تلخيص المرحلة الانتقالية بنقل السلطة من جماعة سياسية إلى أخرى».
ويعيد فيلتمان التذكير بكلام الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، حين قال إن «السلام في سوريا لا يمكن أن يؤخذ كرهينة من أجل مصير رجل واحد، ويجب على (الرئيس السوري بشار) الأسد والآخرين معالجة الجذور العميقة للصراع السياسي، من خلال عملية انتقال حقيقية، وهذا ما اتفق عليه المجتمع الدولي في جنيف 2012».
إنهاء الحرب
ويقول فيلتمان لـ«إيلاف» إنَّ الأمم المتحدة ترى أن هناك حاجة ملحّة إلى إيجاد حل للصراع في سوريا، وتضع الملف السوري في مقدمة جدول أعمال المجتمع الدولي، لافتًا إلى الجهود الدبلوماسية العديدة للمنظمة على مدى السنوات الماضية «أبرزها وآخرها: المجموعة الدولية لدعم سوريا (ISSG)، إضافة إلى قراري مجلس الأمن 2254 و 2268».
وعلى الرغم من الانتكاسة الأخيرة في المسار الأميركي – الروسي، يأمل فيلتمان أن تستأنف الدولتان مناقشاتهما مع قيادة المجموعة الدولية لدعم سوريا، لوقف الأعمال العدائية وضمان وصول المساعدات الإنسانية واستئناف المفاوضات للوصول إلى عملية انتقال سياسية حقيقية.