“جيروزاليم بوست”: إعلان “نتنياهو” رسالة للعالم بعدم إجراء مفاوضات بشأن الجولان “جيروزاليم بوست”: إعلان “نتنياهو” رسالة للعالم بعدم إجراء مفاوضات بشأن الجولان إنشر على الفيسبوك إنشر على تويتر
تساءلت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية عن الأسباب التي دعت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى إعلان أن الجولان السورية “ستظل إسرائيلية إلى الأبد“.
وذكرت الصحيفة – في تحليل أوردته على موقعها الإلكتروني، اليوم الاثنين – أن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي تهدف إلى توجيه رسالة للعالم بأنه لن تكون هناك جولة مفاوضات ثالثة مع سوريا بشأن الجولان، مشيرة إلى أن نتنياهو أجرى مفاوضات سرية مع دمشق حول مستقبل الجولان مرة خلال فترته الأولى كرئيس للوزراء عام 1998، ومرة ثانية خلال فترته الثانية في عام 2010.
وقالت الصحيفة إن إعلان نتنياهو يثير تساؤلين رئيسيين: “لماذا الآن؟”، و”ما الحكمة من هذا النوع من الإعلان في هذا الوقت؟”، فبالنسبة لمسألة التوقيت، من المفترض أن تبعث تصريحات رئيس الوزراء بإشارة إلى العالم – إلى الولايات المتحدة وروسيا أولا وقبل كل شيء – بأن إسرائيل رغم عدم مشاركتها في محادثات جنيف، فإن لديها أيضا مصالح رئيسية فيما يتعلق بمستقبل جارتها الشمالية.
وأضافت أن “هناك شعورا في إسرائيل بأنه سيتم تقسيم سوريا في نهاية المطاف إلى مناطق سيطرة مختلفة، وهي مناطق للأكراد في الشمال، ومنطقة تحت حكم الرئيس بشار الأسد، ومنطقة للطائفة العلوية قرب دمشق، ومناطق مختلفة خاضعة لسيطرة كل من داعش وجبهة النصرة“.
وتابعت أنه “في ظل هذا الواقع، من غير المعقول – في تفكير نتنياهو – أن يجرى الحديث في جنيف عن إدراج طلب في الوثيقة النهائية يلزم إسرائيل بإعادة مرتفعات الجولان إلى سوريا“
وتساءلت الصحيفة: “ما هي سوريا؟”، و”ما هي أجزاء سوريا؟”، و”لمن تعود مناطق النفوذ في سوريا؟”، وبالتالي يرى نتنياهو أنه “قد يكون من المنطقي الآن أن تعلن إسرائيل عن علامات حدودها مع سوريا”، مشيرة إلى أن واشنطن وموسكو وغيرها على علم بأن الواقع السوري تغير بشكل جذري، وما كان يبحث على الطاولة، لم يعد كما كان.
وتساءلت الصحيفة أيضا عن “كيفية تحقيق هذا الهدف؟”، و”ما هي أفضل طريقة لإعلان رسم حدود إسرائيل هناك؟”، مضيفة: “هل كان من الضروري نقل أعضاء حكومة إسرائيلي بأكملها إلى هناك، وأن يدلي نتنياهو ببيان واضح جدا، الأمر الذي قد يربك الأصدقاء ويوحد الخصوم؟ أم كان من الممكن ترك واشنطن وموسكو لتعرفا بهدوء أنه في ظل الواقع الراهن في المنطقة، وفي المستقبل المنظور، لن يكون هناك مجال للحديث عن تنازل إسرائيل عن الجولان؟“.
ونقلت الصحيفة عن السفير الإسرائيلي السابق لدى واشنطن إيتامار رابينوفيتش، الذي شارك في المفاوضات مع سوريا في تسعينيات القرن الماضي، قوله في مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية إن نتنياهو فعل بهذا الإعلان شيئا نجح في تجنبه خلال الحرب الأهلية السورية القائمة منذ خمس سنوات، وهي إقحام إسرائيل في لب هذا الصراع.
البوابة