في صورة نادرة خاصّة نشرتها “العربية.نت”، يجلس جورج صبرا، الرئيس السابق للائتلاف الوطني، بجانب مستشار رئيس “الهيئة الشرعية” في حلب، عبدالقادر فلاس، يتبادلان الأحاديث تارةً ويتفاعلان تارة مع مراسيم حفل الزفاف الذي يحضرانه، والذي يزفان فيه مقاتلين اثنين من مقاتلي الجبهات في حلب.
تبدو المفارقة واضحة، فبعيداً عن الاختلاف الديني، تجمع الصورة طرفين متناحرين ويعادي بعضهما الآخر، أحدهما ترأس “المجلس الوطني” ويمثّل الكيان السياسي الأبرز والمعترف به دولياً في المعارضة الخارجية، في حين يمثّل الآخر أعلى سلطة “قضائية” في المناطق المحررة السورية، تجتمع فيها كبرى الكتائب من “الجبهة الإسلامية” وحتى “جبهة النصرة (وإن كانت قد أعلنت عن رغبتها بالانسحاب من الهيئة الشرعية مؤخراً، لتطبيق ما تسمّيه “شرع الله” في المناطق المحررة)، وتعادي “الائتلاف” بشكل واضحٍ وصريح.
وإذا كان الائتلاف قد كوّن “وزارة عدلٍ” ضمن الحكومة المؤقتة، والتي تتخذ من تركيا مقراً لها، فهي بقيت حتى اليوم شكلية لا تتمتع بالصلاحيات في الداخل السوري، ويحل بدلاً عنها “هيئات شرعية” تشكلها الكتائب الكبرى وتمتلك سلطات واسعة ويديرها شيوخ ورجال دين. ومن هنا يكتسب اجتماع هذه الأطراف المتناحرة في صورة واحدة رمزيته وأهميته.
“العربية نت “