تدلّ زيارة وفد الائتلاف السوري المعارض إلى الدوحة، وما رافقها من تغيّرات ميدانية على الأرض وتحالفات سياسية جديدة على الساحة الدولية، على أن الملف السوري سينتقل من مرحلة المنافسة في الإدارة الدولية إلى مرحلة التنسيق المشترك بين الدول المعنية.
ويؤكد نائب رئيس الائتلاف، هشام مروة، لـ”العربي الجديد”، أنه “من خلال الاجتماع مع الجانب القطري، لمسنا جدية حقيقية في دعم الثورة والشعب السوري، واستمراره، وساهم في ذلك المناخ السياسي الجيد في هذه الفترة نتيجة التقارب السعودي القطري التركي والذي يفترض أن تكون له نتائج إيجابية على الثورة السورية”.
وكان أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أكد خلال لقائه بالوفد، أمس الأربعاء، على استمرار دعم بلاده للثورة السورية ومطالب الشعب السوري بالحرية والكرامة والعدالة، وشدد، حسب مصادر من وفد الائتلاف، على استمرار الدعم للائتلاف الوطني ومؤسساته لتتمكن من القيام بأدوارها في خدمة الشعب السوري.
وتأتي هذه الزيارة وسط سعي دولي لإعادة التمثيل السياسي وتوحيد رؤى المعارضة السورية قبيل مؤتمر جنيف 3، خصوصاً مع دعوات السعودية لعقد مؤتمر قريب لجمع أطياف المعارضة السورية.
ويوضح مروة أن “الائتلاف ليس قلقاً بخصوص تلك المؤتمرات أو أي مؤتمر يُعقد لتمثيل المعارضة وتوحيد رؤاها، بل نرحب بها كجزء وشريك فيها في حال تمت، وذلك لما تفرضه ضرورة المرحلة من تواصل مع مختلف مكونات وتيارات المعارضة السورية”، مشيراً إلى “أننا قاطعنا مؤتمر موسكو لأننا لم نلمس جدية من النظام والجانب الروسي، أما مؤتمر القاهرة فنحن لم نُدعَ إليه ولم يكن واضحاً بما يكفي، ولكننا نرحب بأي مؤتمر يعمل على تقريب وجهات النظر بين أطياف المعارضة السورية”.
ويتضح من كلام مروة أن الائتلاف غير قلق بخصوص التحركات الدولية التي تسبق مؤتمر جنيف 3، والمتمثلة بجهود السعودية لعقد مؤتمر قريب في الرياض لتوحيد رؤى المعارضة، وفي تحركات المبعوث الأممي إلى سورية، ستيفان ديمستورا، والذي يسعى لعقد لقاءات تشاورية ثنائية بين أطياف المعارضة في جنيف الشهر المقبل.
ولعلّ عدم قلق الائتلاف مردّه إلى التقارب السعودي التركي القطري، وما رافقه من تطمينات للائتلاف خلال زيارته الدوحة، والتي ربما يكون الهدف الرئيسي منها إعادة ترتيب ودعم المعارضة الخارجية وتهيئتها كحامل سياسي لمختلف القوى على الأرض، خصوصاً أن رئيس الائتلاف، خالد الخوجة، استبق زيارته إلى الدوحة بزيارة مماثلة إلى السعودية في مطلع الشهر الحالي، إضافة إلى التحركات الأخيرة للائتلاف التي تلت زيارة السعودية وسبقت لقاء الدوحة، من اجتماع ببعض الفصائل العسكرية على الأرض، وتحديد لقاء قريب مشترك بين الائتلاف وقادة “جيش الفتح” باستثناء “جبهة النصرة”، حسب ما أكده مصدر من داخل “جيش الفتح”، لـ”العربي الجديد”.
إضافة لاستقبال تركيا لقائد “جيش الإسلام” زهران علوش في اسطنبول، والذي التقى بدوره قيادات من الائتلاف، حسب ما أكدته مصادر من الائتلاف لـ”العربي الجديد”.
وتزامنت زيارة الائتلاف مع إعلان انتهاء “عاصفة الحزم”، والتي تم بحث نتائجها على الوضع السوري بين الطرفين بشكل موسّع، وفي هذه النقطة يوضح مروة، لـ”العربي الجديد”، أن “عاصفة الحزم لم تنتهِ وإنما دخلت مرحلة جديدة، وإن استمرارها ضرورة للتأكيد على الموقف العربي المشترك ضد التدخل والتمادي الإيراني، ومن المتوقّع أن تكون نتائجها السياسية على الثورة السورية كبيرة، ما يستدعي تكثيف الدعم للثورة على كافة المستويات”.
وبحث وفد الائتلاف القضايا المشتركة والدور القطري في دعم الثورة السورية. كما ناقش الطرفان تطورات المشهد السوري والانتصارات الأخيرة التي حققتها المعارضة في كافة الجبهات.
العربي الجديد