خمسة أيام مضت من الحلقة الرابعة من مسلسل جنيف الروائي الطويل، وقد سبق الحلقة الرابعة الحلقة الثانية من مسلسل الأستانة القصير، والتي كان عنوانها عبدالباسط الذي ينادي أباه ليحمله بمشهد أبكى الملايين، أما جنيف 4 عنونه المجازر والطفلة آية التي أخرجت من تحت أطنان من الجدران التي تحولت لرمال عنوانها الكبير.
على عتبات الحلقة الرابعة يقف الجميع, تختلف النوايا والتفاصيل والأهداف ويختلف من يدعون تمثيل الشعب، على شكل الحل السياسي ومن أين ينطلقون في “المراتون” الغير محدود النهاية، بينما جزار دمشق يتمرد على الراعي الأكبر له ويتهكم من كل الطروحات، والحلول المطروحة، ويصر على تكرار نفس الحلول السابقة التي لا تغني ولا تسمن من جوع، بدأت المفاوضات بتوقعات مخيبة للآمال من الراعي لها، ومهندس السياسة الإيطالي الذي عجز على أن يحضر الراعي الأمريكي للمفاوضات، فقد توقع ديمستورا بعدم نجاح المؤتمر وتأمل بأن يكون جنيف4 فاتحة لسلسلة من الجولات التي قد تطول لسنيين.
ما يحصل هو تجزيئ للثورة وتميع لها وتصدير منصات متعددة برعاية الأمم المتحدة والراعي الدولي، والأكيد بأن المعارضة باتجاه التفتت، ومن شارك في جنيفات والأستانات الفاشلة السابقة هم نفس الوجوه ونفس الأشخاص وتتكرر نفس السيناريوهات، ولن يحقق أي شيء لأن الموضوع السوري أصبح خارج إرادة السوريين.
اعتقد بوتين أنه يستطيع استخدام الورقة السورية كي يعيد لبلده المجد الذي زال وسقط مع سقوط الاتحاد السوفياتي، لكن آفاق بوتين ليجد نفسه في وسط الأوحال السورية وبدأ يغرق فيها، والنظام السوري والإيرانيون يصفقون لهذا التورّط . لأنّ المشروع الروسي في سوريا لا أفق له من جهة، ولأنّ التراجع سيعني الكثير لبوتين.
. هل الخلاص الروسي بالتوجه للحبال الأميركية التي يسعى رأس النظام السوري بدوره إلى الاستعانة بها بعدما أرسل لمرات متعددة إشارات إلى إسرائيل تؤكد أنّه مستعد لدفع أي ثمن تطلبه مقابل البقاء على كرسي الحكم الذي دفع ثمنه حتى الآن مليون سوري.
منذ بدايات التفاوض كانت هناك معركة على شرعية تمثيل المعارضة السورية، مع وجود قرار من النظام بعدم الوصول إلى أي نتيجة. إنه الدوران في الحلقة المفرغة ومأزق الحل الروسي في آن.
مجلة الحدث – رئيس التحرير: أكرم الأحمد