استجابت المعارضة السورية للضغوط الخارجية وأرسلت بوفدها السبت إلى جنيف للمشاركة في لقاءات تهدف فقط إلى مجاملة المبعوث الأممي دي ميستورا الذي تمسك بعقد جلسة أولى من المحادثات بمن حضر ودون أيّ ترتيبات.
وقالت الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن مؤتمر الرياض إنها قررت “المشاركة في عملية سياسية لاختبار جدية الطرف الآخر من خلال المباحثات مع فريق الأمم المتحدة لتنفيذ الالتزامات الدولية والمطالب الإنسانية كمقدمة للعملية التفاوضية”.
لكن مراقبين قالوا إن ما يفسر مشاركة المعارضة رغم إعلان مقاطعتها للمفاوضات هو وجود ضغوط قوية من الولايات المتحدة لإجبار المعارضة على اللحاق بجنيف دون شروط مسبقة، وخاصة ما تعلق بإجراءات بناء الثقة مثل رفع الحصار وإيصال مساعدات إنسانية وحماية المدنيين من قصف الطيران السوري والروسي في آن واحد.
ويرى المراقبون أن أفق نجاح المحادثات محدود في ظل عجز المبعوث الأممي عن إيجاد أرضية واضحة لها.
وقال الباحث في معهد الدراسات الاستراتيجية والعلاقات الدولية كريم بيطار “تتوفر كافة الأسباب التي تدعو إلى التشاؤم وليس هناك أيّ سيناريو واقعي يتيح التوصل إلى اختراق” في جنيف.
ويرى أنه “لم يكن هناك تباعد بهذا الشكل من قبل بين عملية جنيف وما يحصل على الأرض”.
وأكدت الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط المقيمة في فرنسا أنياس لوفالوا أن الإطار العام حاليا أصبح أقل ملاءمة للمعارضة مقارنة مع النظام الذي استعاد السيطرة على مواقع عدة في البلاد.
وأضافت “المعارضة مستاءة جدا لتقلص قدرتها على المناورة (…) والأسد يشعر بالقوة أكثر فأكثر ولن يبدي مرونة” في جنيف.
وأشار الباحث في مركز كارنيغي لدراسات الشرق الأوسط يزيد الصايغ “سيشعر النظام السوري وروسيا أنهما يسحقان المعارضة ببطء، وبأن الاتجاه العام في المستقبل لن يكون معاكسا لهما”.
في الوقت ذاته، تخلت القوى الغربية عن إصرارها السابق على وجوب تنحي الأسد عن السلطة خشية من حدوث فراغ في السلطة قد يستفيد منه تنظيم الدولة الإسلامية ويدفع مزيدا من اللاجئين إلى أوروبا.
ولطالما أصرت المعارضة وعلى رأسها الائتلاف السوري على مطلب رحيل الأسد قبل بدء أيّ مرحلة انتقالية، لكنّ داعميها من الدول الغربية بدأوا بالتراجع عن هذا الموقف، باعتبار أنه قد يشكل حجر عثرة أمام محادثات جنيف.