امتدح مسؤول وجنرال إسرائيلي بارز، رئيس الانقلاب في مصر عبد الفتاح السيسي، منوها إلى أن إطاحته بنظام حكم الرئيس محمد مرسي منع تحولات في الإقليم كانت ستفضي إلى تبعات بالغة الخطورة على إسرائيل.
وقال الجنرال عاموس جلعاد، رئيس الدائرة السياسية والأمنية في وزارة الحرب الإسرائيلية، إن السيسي من خلال عزل مرسي منع جماعة الإخوان المسلمين من تنفيذ مخطط لتغيير المعادلات الإقليمية بشكل جذري، بما كان سينعكس سلبا على إسرائيل والغرب.
وفي مقابلة أجرتها معه صحيفة “ميكور ريشون” ونشرتها اليوم، وتناولت مستقبل المنطقة خلال العام 2016، أوضح جلعاد أن السيسي “أحسن صنعا عندما قرر العمل على تثبيت القواعد التي تحول دون حدوث التغييرات الجذرية في مصر”.
ونوه جلعاد إلى أن هناك تعاونا مصريا إسرائيليا في الحرب على حركة حماس بصفتها “جزءا لا يتجزأ من جماعة الإخوان المسلمين”، متهما الحركة بأنها تهدد الأمن لكل من إسرائيل ومصر، ومشيرا إلى أن نظام الحكم المصري الحالي يرى في حركة حماس “عدوا ومصدر تهديد كبير”.
وحول موقف كل من روسيا والولايات المتحدة مما يجري في سوريا، قال جلعاد إنه بخلاف الانطباع الأولي فإن هناك تفاهما بين واشنطن وتل أبيب في كل ما يجري في سوريا.
وأضاف: “الولايات المتحدة وروسيا تقاتلان العدو نفسه، وهو الحركات الجهادية المتطرفة، والحديث عن تناقض بينهما غير واقعي”.
وشدد جلعاد على أن التعاون والتنسيق مع روسيا منح إسرائيل الكثير من الفرص، معيدا للأذهان حقيقة أن الرئيس الروسي بوتين أعلن التزامه بأمن إسرائيل.
وأضاف أن بشار الأسد يسيطر فقط على ربع مساحة سوريا، ويعتمد وجوده بشكل أساسي على جهود روسيا وإيران وحزب الله.
وأضاف جلعاد أن تنظيم الدولة نجح في توحيد العالم كله حول هدف واحد، وهو ضرورة العمل على تصفيته، منوها إلى أن تصفية “داعش” تتطلب مرور وقت كبير.
ونوه إلى أن التحدي في مواجهة “داعش” هو فكري بالأساس وليس أمنيا فقط، على اعتبار أن زوال “داعش” بعمل العسكري سيفضي إلى تشكل تنظيمات قد تكون أكثر تطرفا منه.
وشدد جلعاد على أنه على الرغم من عمليات المقاومة والهبة الدائرة في الضفة الغربية والقدس، فإن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يبدي حرصا على تواصل التعاون الأمني معنا.
واستدرك جلعاد قائلاً: “على الرغم من نوايا عباس الحسنة، فإن العام 2016 سيشهد اتساع دائرة المواجهة في الضفة الغربية”، مشيرا إلى أن الأوضاع النفسية لعباس صعبة وتضطره لاتخاذ قرارات منتاقضة.
وأكد جلعاد أن إسرائيل تبدي قلقا كبيرا إزاء مستقبل استقرار الأوضاع في الأردن، على الرغم من أنه تمكن من النجاح في اختبارات بالغة الصعوبة، منوها إلى أن إسرائيل وأمنها سيتضرران بشكل مؤكد من تراجع الاستقرار في الأردن.
ونوه جلعاد إلى أن الأردن تحده من الشمال سوريا التي لم تعد قائمة، ومن الشرق العراق الذي يتعاظم فيه تأثير إيران والحركات الجهادية، زاعما أن تنظيم داعش يعمل على اختراق الحدود مع الأردن.
وحذر جلعاد من تأثير الأوضاع الاقتصادية المتدهورة في الأردن على استقراره، مشيرا إلى أن هذا البلد يؤوي مليون ونصف المليون لاجئ سوري ونصف مليون لاجئ عراقي.
عربي 21