تحقيق صحفي قام به فريق من ” جريدة البعث ” الموالية للنظام السوري حول ظاهرة التسول المنتشرة في مدينة جرمانا الواقعة شرق مدينة دمشق، فقد أكد أن من يقوم بالتسول لا تظهر عليه علامات الفقر وكثير من الحالات منهم يفترش الطريق وكأنه في بيته، بالإضافة لنساء تحمل أطفالا رضع وتجوب الشوارع مزعجة للمارة بكثرة اللحاح عليهم طالبين المال.
جرمانا مدينة تستوعب 50 ألف نسمة إلا أن عدد سكانها أكثر من مليون كما أكدت جريدة تشرين في استطلاع أجرته حول أوضاع السكان في جرمانا، حيث يشبهها سكانها” بسوريا الصغيرة” لما يسكنها من أشخاص من جميع أنحاء سوريا، بالإضافة لنسبة عالية من اللبنانيين والعراقيين، ويتفاوت سكانها بين الأغنياء وبين متوسطي الدخل، كما أنها تعتبر منطقة تماس بين مناطق النظام ومناطق الفصائل الثورية .
فبالعودة لتحقيق جريدة البعث والذي يصف المتسولين بأنهم ليسوا بحاجة للتسول وأنهم يتسولون فقط من باب جلب المال من دون تعب، متناسين الأوضاع الاقتصادية الخانقة على المواطن والغلاء الفاحش في المنطقة، فتصف رجلا في الخمسين من العمر على باب إحدى الصيدليات “يجتهد في إثارة عواطفهم” دون السؤال ما سبب فعل الرجل لذلك الأمر، أو من أين أتى وما هي ظروفه التي جعلت منه متسول دواء على أبواب الصيدليات.
يعلل الطبيب النفسي الدكتور “طلال مصطفى” بقولة لجريدة البعث :”الأسباب التي أدت لظاهرة التسول عند الكثير من سكان جرمانا أن تربية الإنسان منذ الصغر لها أهمية بالعمل وتحدد قيمة الإنسان في المجتمع” متناسيا أن الظروف القاسية التي يمر بها جميع سكان سوريا وأن من اتى لجرمانا أتى خوفا من قصف الطيران السوري، ليضيف أن”يتم وضع خطط ممنهجة من قبل وزارات الدولة كافة، والجمعيات الأهلية للعمل على إعادة تأهيل هؤلاء نفسياً واجتماعياً، ثم تأمينهم بأعمال تتناسب مع قدراتهم ومؤهلاتهم العلمية أو المهنية، مراعين أعمارهم وأوضاعهم الصعبة، وفي معرض حديثه حثّ د. مصطفى الجميع على التوجه إلى العمل مهما كانت طبيعته، وعدم اللجوء إلى التسول من الرجال أو النساء أو الأطفال لما فيها من انحدار للقيم الاجتماعية، والتعرض لمسالك خطيرة نفسياً وأخلاقياً تنهار معها القيم الأصيلة في المجتمع السوري.
فانتشار حالات التسول بالعشرات ماهي إلا مؤشر خطير على المجتمع، فعلى الحكومة والمنظمات الإغاثية العمل على مساعدة المتسولين في تأمين مكان يمكثون فيه ووجبة طعام تكفي يومهم، قبل تحولهم من متسولين لمجرمين بدافع تأمين لقمة العيش في مثل هذه الظروف الصعبة.
المركز الصحفي السوري ـ أماني العلي