يواجه السوريون في إدلب -آخر المحافظات التي يسيطر عليها المعارضون لحكومة النّظام- ظروفاً قاسيةً وخاصّةً في الأشهر الأخيرة بما في ذلك الطقس القاسي وتفشي فيروس كورونا والانهيار الاقتصادي على مستوى البلاد.
تضمّ المحافظة الواقعة في شمال غرب سوريا على طول الحدود التركية قرابة 4 ملايين نسمةٍ، منهم مليون نازحٍ سوريّ يعيشون في الخيام.
على الرغم من تراجع القتال في إدلب العام الماضي, إلاّ أنّ القوّات الحكومية تواصل محاصرة المحافظة من جهاتها الثلاث بذريعة محاصرة الجماعات المتمرّدة, ما جعل بعض السوريين يشيرون إلى تلك المنطقة على أنّها “صندوق قتل”.
يقول رئيس الجمعية الطبية السورية الأمريكية, الطبيب السوري الأمريكي “مفضل حمادة” الذي قضى بضعة أيّامٍ من هذا الشهر في إدلب زار فيها العيادات الصحية والتقى بالمرضى “الشيء الوحيد الذي يواجه الأطباء والسكان اليوم هو عدم اليقين والخوف من المجهول، فبعد 10 سنوات بدأت أشعر أنّ هناك بعض اليأس في وجوههم لأنهم لا يرون أيّ تقدم ولا مستقبل”
أضاف حمادة أنّ حكومة النّظام وحلفاءها يستهدفون المراكز الطبية بشكلٍ ممنهجٍ, لذلك اعتاد الأطباء على توقّع استهداف المراكز التي يعملون فيها وتعرض حياتهم للخطر يوماً بعد يوم، واعتادوا أيضاً أن يذهبوا إلى عملهم في المستشفيات دون أن يعرفوا ما إذا كانوا سيعودون أو لا.
“إنّ أكثر شيءٍ صادمٍ بالنسبة لي عندما التقيت طفلاً فقد 5 من أفراد أسرته, هو أنّ النّاس والأطفال باتوا مخدّرين من الموت لأنّه أصبح شيئاً اعتادوا عليه” يكمل حمادة أنّ أهم ما يشغله هم الأطفال “مستقبل سوريا” وما تعرضوا له من صدماتٍ نفسيةٍ لفتراتٍ طويلةٍ من فقدان ذويهم وأقاربهم وأصدقائهم مما زرع فيهم الاعتياد على الموت.
عند سؤال حماد عن رأيه حول ما يُساء فهمه من قبل الناس في الخارج عن سوريا في سنواتها العشر قال “جرائم ضدّ الإنسانية ترتكب كلّ يوم في سوريا, والعالم يسكت عنها.. يتحمّل قادة العالم مسؤوليةً كبيرةً عما يحدث للشعب السوري لأنّه يمكنهم إيقافه وهذا ما تعهّد به المجتمع الدولي بعدم السماح بحدوث هولوكوست وسريبرينيتشا ورواندا مرة أخرى, لكنه سمح بذلك في سوريا للأسف.
الجدير ذكره أن الجمعية الطبية السورية تدير عدّة مستشفياتٍ في الشمال السوري تحتوي على وحدات عنايةٍ مركزةٍ للمصابين بفيروس كورونا, وبرامج علاج السرطان وسرطان الثدي.
محمد المعري
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع
رابط المقال الأصلي