تصلُ صورها لابن عمّها بعد أن تم نشرها على “فيسبوك” من إحدى الحاقدات، لا يَتبيّن من صحة هذه الصور ومصداقيتها، يُسرع إلى الخيمة التي تمكثُ فيها مع والدتها، يُطلقُ عليها رصاصتين، لم تمت الفتاة.. تحتمي بأمّها فيُصرّ على سيلان نهراً من الدماء الشريفة، ليُطلق ٧ رصاصاتٍ تموتُ على إثرها الأم الأرملة وابنتها.
وكما أخبرتني صديقتي؛ فإنّ الضحيّة تيماء (٢٢ عاماً) تلقى مصرعها ظُلماً في مخيم أطمة، على يد ابن عمها، في منتصف حزيران/يونيو الماضي، بما يسمى جريمة شرف، وعند التحقيق يتبين للشرطة من عدم صحة هذه الصور، وتعترف المجرمة الأولى بأنّها مُزيفة وأنها من قامت بتعديلها.
تشهدُ مخيمات النازحين في الداخل السوريّ الكثير من الجرائم، ما بين قتل وجرائم شرف، وذلك بسبب عدم وجود رقابة، وكثرة المحسوبيات بين المسؤولين بالإضافة لسوء الأوضاع المعيشية في المخيمات.
تروي لي صديقتي المقيمة بالمخيّم عن قصة حلا (32 عاماً) توفي عنها زوجها، وبقيت وحيدةً تعيل بابنها (15 عاماً)، وفي شتاء ٢٠١٥ تخرجُ لتأتي ببعض ما تُدفّئ بهِ خيمتها من البرد القارص، تتزايدُ غزارة الأمطار، يدعوها صديقُ ابنها لتدخل أحد الدكاكين وتحتمي من المطر، يُشاهدها أصحاب الضمائر الميتة، يخبرون أخيها بما ليس فيها، يُقدِمُ الأخ وَيطلقُ عليها الرصاص فتموتُ من فورها.. يأتي كشف الطب الشرعيّ ليتبين عفّة الأرملة.
ويشهدُ عديمي الشرف لصالح الأخ، فيخرجُ من السجنِ بعد المكوث فيه قرابة الأربع أشهر، بحجّة الدفاعِ عن العرض، ويبقى طليقاً كما وصفته راوية القصة “يسرح بالطولِ والعرض”.
ثمّ يغلقُ الملف، ليبقَ الصبيّ وحيداً يُعاني فقدَ الأمّ الشريفةِ فوق اليُتم.
بالرغمِ من كثرة جرائم اللاإنسانية في المخيمات، إلا أنّ النساء الأرامل ضحيّتها الأولى، لعدمِ وجود السند، وكأنّ المجتمع يلفُظهم ولا يرغب بوجودهم فيه، وكأنّه وجب عليهم أن يلحقوا بأزواجهم!
ميساء أرملة (35 عاماً- ريف حماة) تخبرني عنها إحدى المقرّبات المُطّلعات على حالتها في ١٨ تموز/يوليو الجاري، توفي عنها الزوج والابن سابقاً ليبقَ لها ابنة (17 عاماً) وثلاثة من الأطفال أعمارهم ما بين (6-10 أعوام).
وكما أخبرنا المصدر فإنّ ميساء تُعاني من مرض الدسك، ولا تجد ثمن رغيف الخبز، تعمل في جمع البلاستيك من مكبّاتِ الزبالة في مخيم سهل الغاب، لتعيل أطفالها الأيتام، تُجرح يدها، تعيقها عن العمل جرّاء هذه الإصابة.
يأتيها مبلغٌ من المال لتتلقى العلاج، فتؤثرُ أيتامها على نفسها لتطعمهم بهذا المبلغ.
لا تزال المخيمات تُعاني من جميع الظروف، وضحيتها غالباً النساء والأطفال، فهل نشهدُ مستقبلا تحسن لأوضاع المقيمين بالمخيمات؟ وهل نشهد توقف لجرائمِ اللاشرف وحقناً للدماء البريئة؟
مريم إسماعيل
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع
مانقول غير حسبي الله ونعم الوكيل احنه شعب دمنه رخيص صار بني ادم موتو متل موتت الصوص