يأتي ذلك في وقت يشارك فيه أعضاء من المجلس الوطني الكردي ضمن قائمة الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بوفد المعارضة المفاوض.
كما تضم الهيئة العليا للمفاوضات السورية التي تشكلت مؤخراً بالعاصمة الرياض شخصيات من الكتلة الكردية المنضوية تحت الائتلاف المعارض، إلى جانب مشاركة خلف داود، وهو شخصية كردية، في وفد هيئة التنسيق الوطنية.
ولدى حديثه مع الجزيرة نت، أكد مستشار مكتب العلاقات الدبلوماسية لحزب الاتحاد الديمقراطي سيهانوك ديبو أنه لم تصلهم دعوة رسمية للمشاركة في المؤتمر حتى اللحظة، لكنّ صالح مسلم وآخرين تلقوا إشعاراً من الخارجية السويسرية كي يكونوا في مدينة لوزان، حسب تعبيره.
تمثيل متوازن
وأرجع ديبو السبب إلى إصرار بعض الدول الإقليمية في مقدمتها تركيا على عدم تمثيل متوازن للكرد وخاصة حزب الاتحاد وممثلي الإدارة الذاتية بشقيها السياسي والعسكري، كما يقول.
وحذر سيهانوك ديبو من غياب التمثيل الكردي وتكرار فشل مؤتمر جنيف2، متهما تركيا باستبعاد حزب الاتحاد من المفاوضات.
وقال “لكن تركيا نجحت في مساعيها بما يعني أنها في خانة الدول غير الراغبة في إيجاد مخرج للأزمة السورية”.
وأفاد القيادي في حزب الاتحاد بأن قوات سوريا الديمقراطية والوحدات الكردية التابعة للإدارة الذاتية غير مدعوة لمؤتمر جنيف3.
وأكد أنه “إذا ما نجحت تركيا وبعض الدول الإقليمية الأخرى في إقصائها فذلك يعني أن الولايات المتحدة التي تقود التحالف الدوليتناقض نفسها بنفسها”، مشيرا إلى أن ذلك ينطبق أيضا على روسيا وكل جهة تدعي محاربة التنظيمات الإرهابية في سوريا.
ولم ينضم حزب الاتحاد الديمقراطي إلى صفوف الائتلاف السوري المعارض كما أعلن تجميده من هيئة التنسيق، لكن ممثلين عنه شاركوا في مؤتمر القاهرة ولقاءات موسكو.
في حين انضم المجلس الوطني الكردي الذي تأسس يوم 26 أكتوبر/تشرين الأول 2011 للائتلاف السوري المعارض نهاية عام 2013 بعد خلافات ومباحثات طويلة.
ويشكل المجلس مظلة لطيف واسع من الأحزاب والتنسيقيات الكردية باستثناء حزب الاتحاد الديمقراطي.
في دائرة الاتهام
وفي حديثه للجزيرة نت، قال عضو الهيئة السياسية للائتلاف حواس عكيد إن وفد المجلس الكردي المشارك في مؤتمر جنيف3 يتألف من ست شخصيات، ويتعلق الأمر بعبد الحكيم بشار عضو بالهيئة العليا للمفاوضات وفؤاد عليكو عضو بوفد التفاوض للمعارضة ومصطفى أوسو باللجنة الاستشارية وثلاثة قياديين من المجلس لتقديم الدعم والمشورة.
وذكر حواس عكيد القيادي في حركة الإصلاح الكردي المنضوية تحت المجلس الوطني الكردي، أن المجلس ممثل في جميع المكاتب واللجان الفنية والإدارية بناءً على الوثيقة الموقعة مع الائتلاف الممثل بدوره في الهيئة العليا للتفاوض.
وكشف القيادي الكردي أن النظام السوري ومن خلال حلفائه يسعى إلى تمييع القضية الكردية ليقدم نفسه على أنه الحامي الوحيد للأقليات وذلك من خلال تعويله على بعض الأطراف التي تدعي أنها كردية، حسب وصفه.
واتهم عكيد حزب الاتحاد الديمقراطي بكونه ليس لديه أهداف معلنة وما من شيء يثبت أنه حزب كردي أو معني بالحقوق القومية للشعب الكردي في سوريا، وفق ما ذكره.
بدوره يرى المحامي والناشط الحقوقي مصطفى إسماعيل أن حزب الاتحاد الديمقراطي لا ينتمي إلى المعارضة بأي شكل من الأشكال.
وقال في تصريح للجزيرة نت “لم يقدم على أي فعل معارض منذ بداية الثورة 2011 ولا يريد هذا الحزب الإقرار بأنه مجرد أداة دون مقابل أو مكاسب سياسية”.
وتساءل مستغرباً “مجلس سوريا الديمقراطية تلقى دعوة للمشاركة، أليس حزب الاتحاد طرفاً فيه؟ ولماذا يلهث حثيثاً إلى ادعاء تمثيل الكرد وهو مجرد حالة حزبية مؤدلجة ويتنكر للمفاهيم القومية والرؤية الكردية؟”.