قتل 96 شخصاً بينهم 84 عسكرياً و8 من أفراد طاقم الطائرة الروسية توبوليف-154، بعدما تحطمت الطائرة قبالة شواطئ منتجع سوتشي الروسي، قبل أن يحتفلوا بأعياد رأس السنة الميلادية 2017 على أشلاء المدنيين في سوريا.
وزارة الدفاع الروسية قالت إن الطائرة كانت تحمل عسكريين وتسعة صحفيين و64 فرداً من أعضاء فرقة ألكسندروف الموسيقية التابعة للجيش، التي كانت ستحيي حفلاً للجنود الروس في سوريا بمناسبة عيد رأس السنة.
وجاء تحطم الطائرة ليلقي بظلاله على حوادث الطائرات الروسية خلال الفترة الأخيرة، حاملاً معه لغزاً حول أسبابها، وإن كانت دماء السوريين الذين سقطوا بنيران الطائرات الروسية العسكرية ستصير لعنة تلاحق الروس عند ركوب طائراتهم.
ففي 19 ديسمبر/كانون الأول 2016، تحطمت طائرة من طراز إيل-18 تابعة لوزارة الدفاع الروسية، على بعد 29 كيلومتراً من تيكسي في جمهورية ساخا “ياكوتيا” الواقعة في الجزء الشمالي الشرقي من سيبيريا، وكان على متنها عشرات الأشخاص، إلا أن الحادث لم يسفر عن سقوط قتلى، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الروسية.
وفي 3 ديسمبر/كانون الأول 2016، سقطت مقاتلة روسية من طراز “سو-33″، في البحر المتوسط، أثناء محاولتها الهبوط على متن حاملة الطائرات الأميرال كوزنيتسوف الموجودة قبالة السواحل السورية، ولم يسفر سقوطها عن أذى للطيار بحسب بيان رسمي.
وفي 15 نوفمبر/تشرين الثاني، سقطت أيضاً مقاتلة روسية من طراز “ميغ 29 كوبر” قرب السواحل السورية، وفق ما أعلنته وزارة الدفاع الروسية، بعدما أعلنت أن السقوط جاء بسبب خلل فني في البحر لدى تنفيذها طلعة تدريبية.
وفي أغسطس/آب 2016، ذكرت وكالة “إنترفاكس” نقلاً عن وزارة الدفاع الروسية أن طائرة عامودية روسية سقطت في إدلب شمالي سوريا؛ ما أسفر عن مقتل طاقم الطائرة المؤلف من 3 أفراد وضابطين.
وفي أبريل/نيسان 2016، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن تحطم طائرة مروحية من طراز “مي-28” سقطت نتيجة عطل فني بالقرب من حمص؛ ما أسفر عن مقتل طياريها، وأكدت الوزارة نقل جثّتي الطيارين إلى قاعدة حميميم الجوية.
وعُرف شهر نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2015 بـ”نوفمبر الأسود” بالنسبة لروسيا، بعدما أسقطت المعارضة السورية في الرابع منه مقاتلة عسكرية روسية في ريف حلب الجنوبي، ثم في 24 منه أسقط طيار تركي طائرة حربية روسية على الحدود مع سوريا؛ ما كان سبباً في توتر حاد بين تركيا وروسيا، لا زالت تداعياته ماثلة حتى الآن رغم المصالحة بين البلدين.
وفي 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، أعلنت وكالة الأنباء الروسية عن مقتل أربعة أشخاص نتيجة هبوط اضطراري لمروحية “آس-350” في دائرة خانتي- مانسيسك الروسية ذات الحكم الذاتي؛ ما أسفر عن مقتل أربعة من أصل 5 كانوا على متنها.
وفي 26 نوفمبر/تشرين الثاني، عرضت قناة “LIFE NEWS” الروسية مشاهد لموقع سقوط طائرة روسية؛ ما أسفر عن مقتل 15 شخصاً، بينهم 3 من طاقمها، خلال هبوط المروحية اضطرارياً في منطقة وعرة بإقليم “كراسنويارسك” الروسي، وكانت تقل 22 راكباً، وطاقماً من 4 أفراد.
هذا الحادث كان سبباً لصدور بيان وكالة “تاس الروسية” لتعلن أنه بهذا الحادث، تكون هذه الطائرة الرابعة خلال شهر واحد، بعد تحطم طائرة الركاب الروسية فوق سيناء، ثم تلاها تحطم طائرة شحن روسية في السودان بعد يومين اثنين، ثم إسقاط الطائرة الحربية الروسية المقاتلة على حدود تركيا مع سوريا.
وفي 31 أكتوبر/تشرين الأول 2015، انفجرت طائرة ركاب إيرباص روسية فوق سيناء المصرية بعد إقلاعها من منتجع شرم الشيخ متجهة إلى مدينة سان بطرسبورغ في روسيا؛ ليسفر الانفجار عن مقتل جميع الركاب الـ317 و7 آخرين هم طاقم الطائرة؛ ما كان سبباً في اندلاع أزمة ثقة بين مصر وروسيا، وتراجع حاد للسياحة الأجنبية في مصر أحد أعمدة الدخل القومي للبلاد.
وبحسب تقارير فإن المحققين الروس باتوا متأكدين بنسبة 90% من أن سقوط الطائرة الروسية كان بسبب قنبلة وضعت على متن الطائرة، وهو ما انطبق تماماً مع ما كانت صرحت به المتحدثة باسم شركة الطيران الروسية كوجاليمافيا المشغلة للطائرة لوكالة أنباء “نوفوستي” ووكالة “إنترفاكس” الروسيتين، من “أنها تستبعد الخطأ البشري في الكارثة، وأن الطيار لديه خبرة تصل إلى 12 ألف ساعة طيران، وأن الطائرة خضعت لكل إجراءات الصيانة”.
تواتر حوادث الطائرات الروسية دفع الإندبندنت البريطانية لتنشر تقريراً يوم 31 أكتوبر/تشرين الأول 2015، أكدت فيه أنه في السنوات الـ20 الماضية واجهت رحلات الطيران الجوية الروسية 20 حادثاً مميتاً؛ وهو ما أودى بحياة 1330 شخصاً.
– توبوليف.. مقبرة الركاب
منذ عام 1968 عُرف هذا النوع من الطائرات بـ39 حادثة خطيرة، لأسباب مختلفة. وتعاني توبوليف، سوفيتية الصنع، من إهمال في الصيانة نظراً لتقادمها، وقد منيت بحوادث قاتلة في السنوات الخمس عشرة الأخيرة، وكان قد بدأ أول تشغيل لها في ستينيات القرن الماضي، حيث أنها تشبه إلى حد كبير طائرة بوينغ 727، ويمكنها نقل ما بين 155 إلى 180 شخصاً.
ففي يناير/كانون الثاني 2011، اشتعلت النار في توبوليف-154 تابعة لشركة كولافيا وعلى متنها 116 راكباً وثمانية من أفراد الطاقم، أثناء سيرها على المدرج في مطار سورغوت شمال الأورال؛ ما أسفر عن مقتل 3 وإصابة نحو 40، وتم على إثر ذلك منع التحليق مؤقتاً بهذه الطائرات.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2010، خلف هبوط كارثي لطائرة توبوليف-154 قتيلين وعشرات الجرحى في مطار موسكو-دوموديدوفو، حيث منيت الطائرة بعطل في محركاتها على ارتفاع 9 آلاف متر.
وفي 10 أبريل/نيسان 2010، أدى حادث طائرة توبوليف-154 تابعة لرئاسة بولندا قرب سمولنسك في غربي روسيا، إلى مقتل رئيس بولندا، ليخ كازينسكي، وعدد من كبار المسؤولين البولنديين إضافة إلى 96 آخرين.
وفي 15 يوليو/تموز 2009، تحطمت طائرة توبوليف-154 تابعة لخطوط قزوين الإيرانية أثناء قيامها برحلة بين طهران في شمالي إيران ويريفيان، أسفرت عن مقتل 168 شخصاً كانوا على متنها.
وفي أغسطس/آب 2006، أدى تحطم طائرة توبوليف-154 تابعة لشركة بولكوفو الروسية في أوكرانيا إلى مقتل 170 شخصاً كانوا على متنها.
وفي 12 فبراير/شباط 2002، قتل 117 شخصاً في إيران عندما تحطمت توبوليف-154 تابعة للخطوط الداخلية بمنطقة جبلية جنوبي غربي البلاد.
وفي 3 يوليو/تموز 2001، تحطمت طائرة توبوليف-154، تابعة لشركة فلاديفوستوكافيا بالقرب من مطار أركوتسك في سيبيريا بسبب خطأ ملاحي أسفر عن مقتل 145 شخصاً.
ومنذ دخول الطائرة توبوليف-154 الخدمة كانت سبباً لمقتل الآلاف عالمياً؛ ما دفع دولاً على غرار الصين إلى سحب هذا الطراز من الخدمة في أعقاب تضاعف أعداد القتلى بسببها في مناطق مختلف بالعالم.