علي حماده – النهار
اقترب الاستحقاق في الرابع والعشرين من آذار الحالي للتوصل الى اطار سياسي حول البرنامج النووي الايراني. فالجولة المنتظرة في الخامس عشر من آذار بين وزيري خارجية الولايات المتحدة جون كيري والايراني محمد جواد ظريف ستكون مفصلية لكونها يمكن ان تفضي في أقل من تسعة ايام الى توقيع اتفاق دولي يرسي دعائم حل دولي تاريخي حول البرنامج النووي الايراني، ويفتح الطريق أمام الشق التقني المنتظر في الصيف المقبل. هذا الاتفاق بين طهران ودول منظومة ٥الثلاثاء 10-3-2015١، الذي يفترض ان ينتقل لاحقا الى أروقة مجلس الامن لاقراره في اطار الشرعية الدولية، سيؤدي في مرحلة اولى الى تآكل سريع لنظام العقوبات على ايران، باعتبار ان دولا اوروبية عدة تستعد للانقضاض على فرصة انفتاح السوق الايرانية العطشى لاستثمارات ضخمة. وعندها لن يكون في إمكان الاميركيين الراغبين في انتظار الاتفاق على الشق التقني، لبدء رفع العقوبات تدريجا، الدفاع عنها. ان الاتفاق السياسي المحتمل بعد اقل من خمسة عشر يوماً سيؤدي الى انهيار نظام العقوبات بأسرع مما يعتقد كثيرون. وبالتالي وجب على الجبهة العربية (دول الخليج العربي، الاردن ومصر) المواجهة لايران ان تفكر بجدية في اليوم التالي لاتفاق محتمل في الرابع والعشرين من آذار الحالي. وسيكون على تركيا، التي تتقاطع مصالحها الحيوية الاقتصادية والسياسية مع “الجبهة العربية” المواجهة لايران، ان تحزم امرها ايضا لإحداث تقارب استراتيجي مع دول “الجبهة العربية” لموازنة التحول الاستراتيجي الكبير الذي سيصيب المنطقة بفعل حيازة ايران اتفاقا حول النووي.
لقد اثبتت ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما انها عازمة على المضي في بناء “حلف” جيد مع ايران على حساب المنظومة العربية، ومعها تركيا. ولذلك يتعين مواجهة الاميركيين مباشرة ومن دون مواربة. ولنكن اكثر صراحة، لا يمكن الوقوف موقف المتفرج بازاء التحول الاستراتيجي الاميركي الحالي. على “الجبهة العربية”، التي تواجه احتلالاً ايرانياً موصوفاً للمشرق العربي ان تحزم امرها وتواجه ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما بمواقف صارمة وعلنية. على “الجبهة العربية” بالتفاهم مع تركيا ان تقلب الطاولة على اي اتفاق نووي مع ايران لن يمنع بالنهاية حيازة طهران السلاح النووي، وسيزيدها اندفاعا في الهجوم على المشرق العربي برمته.
لن نتوقف عند سيل التصريحات الايرانية الرسمية وغير الرسمية الصادرة عن مسؤولين رفيعي المستوى عما يسمى “الامبراطورية الايرانية”، فالاهم من المواقف الخطابية هو التحرك للمواجهة المباشرة، بدءاً بكسر استراتيجة ادارة اوباما في المنطقة، وتخطيها في المعركة في سوريا بتسليح الثوار بكثافة، ومواصلة العمل على اخراج تنظيمات اسلامية من خياراتها المتطرفة كمقدمة واجبة لجمع الفصائل الثورية في سوريا في جبهة موحدة من اجل العمل على الحاق الهزيمة بإيران في سوريا مهما كلف الامر. على “الجبهة العربية” ان تتحرك لان الربيع صار على الابواب، والبداية هجوم مضاد في سوريا شمالا وجنوبا. لا بد من اسقاط سياسة ادارة الرئيس اوباما في المنطقة.