بحث وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو اليوم الثلاثاء، مع نظيره الأمريكي جون كيري، آخر التطورات الميدانية في مدينة منبج السورية بعد تحريرها من تنظيم “داعش” الإرهابي على يد فصائل مقاتلة بينها منظمة “ب ي د”(الذراع السوري لمنظمة بي كا كا الإرهابية).
وأوضحت مصادر دبلوماسية في الخارجية التركية، أنّ جاويش أوغلو تناول مع كيري في اتصال هاتفي، الأوضاع الميدانية والتطورات الحاصلة في سوريا عامة ومحافظة حلب(شمال تتبع لها منبج) على وجه الخصوص.
وكان جاويش أوغلو قد صرّح أمس الإثنين إن بلاده تنتظر من الولايات المتحدة الأمريكية الوفاء بوعودها بشأن انسحاب عناصر منظمة “ب ي د”، المنضوية تحت “قوات سوريا الديمقراطية”، من مدينة منبج، شمالي سوريا، بعد تحرير المدينة من قبضة تنظيم “داعش” الإرهابي.
وحول هذا الشأن أفاد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) رائد مشاة البحرية (المارينز) أدريان رانكين غالواي أمس الإثنين أنّ بلاده ملتزمة بالتعهدات التي قدمتها إلى تركيا فيما يتعلق بعمليات تحرير منبج السورية من تنظيم “داعش” الإرهابي، مضيفاً: “كنا واضحين مع جميع عناصر هذه العملية، بأن الهدف من هزيمة داعش في منبج هو إعادتها إلى سيطرة وحكم السكان المحليين”.
وأضافت المصادر أنّ الوزيرين تطرقا إلى مسألة إعادة “فتح الله غولن” زعيم منظمة الكيان الموازي الإرهابية الضالعة في محاولة الانقلاب الفاشلة التي جرت في تركيا منتصف الشهر الماضي، إضافة إلى الزيارة المنتظرة لنائب الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى تركيا خلال الأيام القادمة.
وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، في وقت متأخر، من مساء الجمعة (15 تموز/يوليو الماضي)، محاولة انقلابية فاشلة، نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لمنظمة “فتح الله غولن” (الكيان الموازي) الإرهابية، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان الشطرين الأوروبي والآسيوي من مدينة إسطنبول (شمال غرب)، والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة.
وقوبلت المحاولة الانقلابية، باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات، إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب مما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.
جدير بالذكر أن عناصر منظمة “فتح الله غولن” الإرهابية – غولن يقيم في الولايات المتحدة الأميركية منذ عام 1999- قاموا منذ اعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة والقضاء والجيش والمؤسسات التعليمية، بهدف السيطرة على مفاصل الدولة، الامر الذي برز بشكل واضح من خلال المحاولة الإنقلابية الفاشلة.
الأناضول