قال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، معلقاً على ما تشهده علاقات بلاده بروسيا عقب إسقاط طائرتها التي اخترقت الأجواء التركية، إن الجانبين لا يرغبان في تصعيد التوتر، ويريدان تحسين العلاقات من خلال حل الخلافات، معرباً عن وثوقه بأن العقل السليم سينتصر، وتعود العلاقات كما كانت سابقاً، بعد انقضاء مرحلة العواطف.
جاء ذلك في رده على أسئلة الصحفيين، عقب لقائه نظيره الروسي سيرغي لافروف، في العاصمة الصربية بلغراد اليوم الخميس، إذ لفت إلى أن “اللقاء جرى بشكل ناضج يليق بالبلدين”، مؤكداً “ضرورة استمرار اللقاءات من أجل إعادة العلاقات إلى مسارها”.
وأعرب جاويش أوغلو عن أمله في أن تتخلى روسيا عن اتهاماتها التي وجهتها لبلاده دون تقديم أدلة ملموسة، وإعادة النظر في قراراتها المتسرعة، قائلاً: “لم نتخذ حتى الآن أي قرار ضد روسيا، وسننتظر بصبر تحسن علاقاتنا الثنائية، وعلينا معرفة أن الوضع الراهن للعلاقات لن يستمر مدى الحياة”.
وعقد جاويش أوغلو ولافروف، اجتماعاً ثنائياً، في العاصمة الصربية بلغراد، على هامش مشاركتهما في الاجتماع الوزراي الـ 22 لمنظمة “الأمن والتعاون في أوروبا”، حيث يعد أول لقاء على المستوى الرفيع بين البلدين عقب إسقاط تركيا مقاتلةً روسية انتهكت المجال الجوي التركي في 24 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
وبدأت روسيا تكيل الاتهامات لتركيا، بدعوى أن الأخيرة “تشتري النفط من تنظيم الدولة”، عقب حادثة إسقاط المقاتلات التركية للطائرةً الروسية، غير أنّ الاتهامات الروسية لم تجد صدىً في المحافل الدولية.
وكانت مقاتلتان تركيتان من طراز “إف-16″، أسقطتا طائرة روسية من طراز “سوخوي-24″، الثلاثاء قبل الماضي، لدى انتهاك الأخيرة المجال الجوي التركي عند الحدود مع سوريا بولاية هطاي (جنوباً)، وقد وجّهت المقاتلتان 10 تحذيرات للطائرة الروسية خلال 5 دقائق- بموجب قواعد الاشتباك المعتمدة دولياً- قبل أن تسقطها، فيما أكد حلف شمال الأطلسي (الناتو)، صحة المعلومات التي نشرتها تركيا حول حادثة انتهاك الطائرة لمجالها الجوي.
تجدر الإشارة إلى أن طائرات حربية تابعة لسلاح الجو الروسي، انتهكت الأجواء التركية مطلع أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وقدم المسؤولون الروس اعتذاراً آنذاك، مؤكدين حرصهم على عدم تكرار مثل تلك الحوادث مستقبلاً، فيما حذرت أنقرة من أنها ستطبق قواعد الاشتباك التي تتضمن رداً عسكرياً ضد أي انتهاك لمجالها الجوي.
الخليج أونلاين