قالت صحيفة جارديان البريطانية، إنه قبل يومين أطلق حرس الحدود التركي النار على سوريين حاولوا الوصول إلى تركيا هروبا من الحرب السورية، وقتل نحو 16 لاجئ من بينهم ثلاثة أطفال، أثناء فرارهم من ساحات القتال في شمال بلادهم، وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وتضيف الصحيفة أن الأمر مؤسف، حيث هربوا من تنظيم داعش الإرهابي، ليلاقوا حتفهم في المكان الذي يبحثون به عن الأمن، وتتعرض سلامتهم للخطر، وهذا هو الأكثر إثارة للصدمة بالنسبة للمراقبين.
وتوضح الصحيفة البريطانية، أن إطلاق النار على السوريين على الحدود ليس ظاهرة جديدة، فمنذ عام 2013 تستهدف القوات التركية اللاجئين السوريين على الحدود السورية التركية، وتطلق عليهم النار، ولكن ما يحدث الآن يشكل توثيقا جديدا للانتهاكات ضد اللاجئين، خاصة بعد الاتفاق بين أنقرة والاتحاد الأوروبي، حيث بعدها بدأت تركيا استخدام العنف القاتل بشكل كبير ضد السوريين.
وترى الصحيفة أن تصاعد الانتهاكات على الحدود هو نتيجة منطقية لرفض أغنى القارات استقبال لاجئ دولة واحدة من الشرق الأوسط، وترفض رعاية المزيد من اللاجئين، لذلك يجب علينا ألا نتوقع أي نتيجة أخرى.
وتلفت الصحيفة إلى أن قادة أوروبا بما في ذلك رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، يدفعون بطرد اللاجئين من أوروبا وعودتهم إلى تركيا، حيث بدأت الدول الأوروبية بترحيل اللاجئين إلى اليونان ومنها إلى شواطئ تركيا.
وتشير الصحيفة إلى أن القادة الأوربيين بما في ذلك كاميرون يبررون تصرفهم بأن اللاجئين في مأمن من خطر الموت أثناء تواجدهم في تركيا، ولكن هذا ليس صحيحا، حيث إطلاق النار عليهم عند الحدود، وادعاءات الحكومة التركية الكاذبة ضدهم، كما كشف تقرير جديد مثير للقلق من قبل منظمة العفو الدولية، أنه في الأسابيع الأخيرة تم ترحيل مجموعات كبيرة من السوريين إلى بلادهم من جنوب تركيا، ويزعم المسؤولين هناك أنه محاولة للحد من عبء اللاجئين في بلادهم.
وذكرت الصحيفة أن المؤيدين لكاميرون يرون أن اللاجئين بتركيا في مأمن من خطر الموت في ساحة المعركة، أما المدافعين عن اللاجئين يقولون إن تركيا لم تعد مكانا مناسبا للاجئين، حيث إن حقوق التعليم تمتد إلى أبعد من حق الحياة، ليشمل التعليم والرعاية الصحية والعمل.
وتوضح الصحيفة أن يوم الاثنين المقبل ستبدأ عمليات الترحيل الأولى للسوريين إلى تركيا، وسط فرص قليلة للحصول على عمل، كما أن هناك تهديدات بترحيلهم من تركيا إلى سوريا، وسط إطلاق النار عليهم عند الحدود.
مركز الشرق العربي