عندما يصرخ طفلا (جوعان)لابد أن يجد من يدفع له بلقمة تسد رمقه وتسعف جوعه، هذا ما سيحصل نعم عندما ستضيء شجرة الميلاد في دبي والتي كانت كلفتها أكثر من 10 ملايين دولار!!
نعم قد تسعف مدينة مضايا الجائعة بعضا من أضواء الشجرة والذهب المرصع بها لإرضاء السواح!!
وللفت الانتباه أكثر إلى مدينة دبي المثيرة!! لم يعد من حق مضايا إذاً أن تصرخ لأن هناك من يصرف كل هذه الأموال لتببيض صفحته و إرضاء العيون التي تنتظر لحظة الصفر في رأس السنة.
مضايا التي يأكل أهلها القطط والكلاب، وتسلق الأعشاب مع البهارات، لم يعد من حقها أن تئن وأن تبكي، فهناك من ينهمك ليري الغرب أنه يستطيع مضاهاته بفنه وسحره، في غفلة من الضمائر والقلوب والنفوس!!
فلا يهم ان يصبح كليو الرز ب١٢٠دولار ولا مقايضة بيتك بكليلو سكر او حليب او طحين، لأن العرب عندهم قضايا أكبر من قضيتك، وعقولهم مشغولة بمشاكل جمة وخطيرة وهي الاحتفالات لمواكبة الأحداث والاجتماعات والتطبيل السياسي والتغني بالمشاريع التي (تضوي وتتلون) ومشغولون بأن يتربعوا على عرش النهوض (الفني) ويزمرون لعام جديد، ويتسابقون لدخول موسوعة غينيس بشجرة مرصعة وافراح زائفة، بينما يسجل التاريخ خيبة جديدة وعارا ليس بعده عار!!
(هابي نيو يير) مضايا لا تهني ولا تحزني فأنت الآن مع دول عربية دخلت التاريخ من أوسع أبوابه مسجلة رقما قياسيا في موت الضمير والعروبة والأخوة الإنسانية، والمصفقون يهللون، والكؤوس تقرع، والليالي تنير أكثر فأكثر، بينما يخبو نور أطفال ونساء كان حلمهم لقمة تحيي نفساً بريئة من هذا المجتمع الفاسد.
لا عليكم فإن لدينا عربا يعشقون البهرجة ويهتفون للحاق بركب العالمية، ولكنهم نسوا أن العالم يبتسم ساخرا لما حل بنا من خسارة عروبتنا ونفوسنا في اول نداء لهم(وااا عرباه)إلا أنهم لم ولن يسمعوا نداءاتنا.. لأنهم يعدون العد التنازلي للاحتفال (بالكريسميس).!!
زهرة محمد
المركز الصحفي السوري