روت ثلاث نساء عن أحداث وقعت لهن خلال محاولتهن الهرب من المخيم الأكثر دموية ” الهول” بسبب ما وصفوهن ارتفاع مستوى الجريمة والقتل حيث تشرف ” قسد” على إدارة المخيم!
ونشرت جريدة الشرق الأوسط اليوم 25 كانون أول/ ديسمبر تقريرا عن المخيم وصفته “أكثر منطقة دموية في العالم”، وكيف حاولت نساء الهروب منه، حيث تحدثت النساء اللواتي غيّب السواد أوصافها عدا عينين حزينتين تصف حزن الماضي والمستقبل المجهول، عن وجود شبكات تهريب من المخيم متمثلة بأنفاق ومبالغ مالية طائلة، بعد تنسيق عبر منصات وأرقام خلوية.
نوهت الجريدة أن وجهة النساء الثلاثة الأولى إدلب أو مناطق الشمال السوري الواقعة تحت النفوذ التركي، ثم إلى تركيا ومنها إلى بلادهم في الخارج.
ونشرت الجريدة عن امرأة تدعى “حفصة النمساوية” ذات 27 عاما من أصول تونسية من مواليد “غراتس” أكبر مدن نمساوية بعد” فينيا ” متزوجة من” تشيراك” المواطن من بلدتها ، اتجه إلى سوريا 2014 ثم لحقته بعد سنة من زواجها، لتمضي معه عامين قبل أن يقتل في معارك تنظيم الدولة “داعش”، وأشارت إلى أن زوجها قد تزوج من ألمانية قبل مقتله .
أضافت الجريدة أن الفتاة قضت أربع سنوات في مناطق التنظيم دون أن تحدد اسمها بالذات بعد القضاء عليه في دير الزور 2019 وتم نقلها إلى مخيم الهول بالحسكة في شرق سوريا.
وبينت الشرق الأوسط أن الفتاة حاولت الهرب بعدما ما عانت ورأت حيث تواصلت معها” سيدة جهادية ” كما وصفتها ولم تعلم كيف علمت برغبتها بالهرب، وأعطتها أرقام أشخاص تواصلت معهم وتم اللقاء بشخص، دون أن يطلب منها أي مبلغ مالي. التقاها وقادها عبر نفق طويل إلى سور المخيم الخارجي، ولكن اكتشف أمرها حيث قالت “أخذونا للتحقيق وتعرضنا للتوقيف لكن أُخلي سبيلنا فيما بعد”.
كما ذكرت الجريدة الفتاة “راية الداغستانية ” التي عمرها 22عاما عندما سافرت إلى إسطنبول من بلادها عام 2015، وتواصلت عبر منصات التواصل الاجتماعي مع موالين للتنظيم طلب منها التوجه لأضنة، ثم دخلت جرابلس عبر تل أبيض، ومنها إلى الطبقة والرقة.
وبعد تحرير الرقة عام 2017 من تنظيم الدولة ” داعش” ، هربت للريف الشرقي من دير الزور، وكلما تحررت منطقة تذهب مع موالي التنظيم ومرت على الباغوز، وبعد نهاية التنظيم في سوريا انتهى طريقها في مخيم الهول 2019 .
وكشفت راية بحسب الشرق الأوسط عن شبكة تهريب للبشر تواصلت معها، وهي في المخيم وهذه الشبكة موالية للتنظيم وموجودة في روسيا، وأنها ستنقلها مع سائقين إلى إدلب ومنها إلى تركيا وبعدها روسيا لقاء أموال طائلة ستدفعها الشبكة، وتابعت راية تم تزويدي بأرقام وحددنا منطقة للقاء لكن اكتشف أمرنا.
ونوهت الصحيفة للفتاة “الروسية نوريانا ” التي بعد مقتل زوجها الروسي في غارة جوية، هربت مع أطفالها إلى العراق لكنهم عادوا إلى سوريا أواخر 2018 جراء القصف العنيف لطيران التحالف الدولي هناك. وانتهى بها المطاف في بلدة الباغوز بريف دير الزور لتنقل لمخيم الهول بحسب الجريدة.
وذكر متحدث قوى الأمن الداخلي “علي الحسن “إحباط وتوثيق أكثر من 700 محاولة هرب من المخيم تبغي تركيا، ثم إلى بلدانهم منذ مارس 2020 ويحتوي المخيم على أكثر من 60 ألف غالبيتهم سوري وعراقي وجنسيات أخرى، ويوجد قسم خاص بالنساء الأجنبيات فيه 11ألف سيدة وطفل.
ودعا خبراء أمميون مستقلون في مجال حقوق الإنسان في بيان نشروه على مواقع إلكترونية 22 نيسان/أبريل 2021 سويسرا إلى إعادة أختين غير شقيقتين، تبلغان 9 و14 عاما، احتجزتا في مخيم الهول في شمال شرق سوريا بعد أن زُعم أن والدتهما اختطفتهما قبل خمس سنوات عندما ذهبت للانضمام إلى مقاتلي تنظيم الدولة “داعش.”
يشار إلى أن المخيم شهد مؤخرا حريق أودى بحياة ثلاثة أطفال وامرأة، وإصابة 26 شخصا حسب ما نشرته الأمم المتحدة 28 شباط فبراير 2021.
وتلقت المنظمة تقريرا في 24 آذار/ مارس يشير إلى قتل طفل يبلغ من العمر 15عاما رميا بالرصاص، وقبل أسبوعين قتل شاب يبلغ من العمر 17عاما.
يذكر أن المخيم أُنشأ عند حرب العراق والخليج 1991 في محافظة الحسكة شمال سوريا لإيواء العراقيين الفارين من الحرب، قرب الحدود السورية العراقية، ليعاد فتحه خلال الثورة السورية وسيطرت عليه قوات سوريا الديمقراطية “قسد” منذ عام 2019 .
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع
تقرير/ أمل الشامي