.
كثر القال والقيل عن مفاوضات محتملة بين اطراف النظام والمعارضة ، بالتاكيد نحاول دائما الابتعاد عن المهاترات السياسية والتي لا تجلب لنا شيء الا المزيد من تأجيج الوضع والصاق التهم لهذا او ذاك ودخول المزيد من عمليات تاجيج الفوضى الخلاقة لهذا السبب نحن دائما نتبع منهج الابتعاد عن تلك العوامل ونختار وقت مناسب للتعبير بشكل علمي عن تلك الظاهرة السياسية.
لنعود قليلا بمراجعة قصيرة لاهم الاحداث وتسلسلها ، بالطبع روسيا هي بلد يدافع عن مصالحه الوطنية ولا تهتم بالمصالح الوطنية السورية ، هذه حقيقة وواقع يجب علينا فهمه ، وانطلاقا منه نبحث عن مصالحنا الوطنية ، نؤكد هذه النقطة لمن مازال يعيش في اوهام الصداقة في الاساطير ،سادت في العقود الماضية ابان حركة التحرر العالمية والعربية ، ومصطلحاتها الديماغوجية والتي اوصلت بلادنا الى هذا النفق المظلم من تاريخه. نذكر منها :
لدى انعقاد اول جلسة لمجلس الامن صرح سفير روسيا فيتالي تشوركين حسب قوله آنذاك : ان الازمة في سوريا لاتؤثر على السلم العالمي ، اذا هي ليست من اختصاص مجلس الامن ، وبالتالي تم رفض نقاش تطور الوضع في سوريا لان ذلك مخالف للقوانين الدولية ، مع تطور الوضع في سوريا ضمن مراحل انهيار النظام ، كان قد تم استخدام حق الفيتو مرتين من قبل روسيا ، مما ادى الى ايقاف اي تحرك دولي ضد النظام الذي يلتهم نفسه وشعبه باساليبه المتخلفة في معالجة تحركات شعبية عفوية ذات اهداف واضحة – في سبيل طموحات افضل!.
كما لا يمكن لاحد ان يرفض السلام ، ايضا في الطرف المقابل من هذه المعادلة ليس من السهل الاستسلام وخاصة في حالات كما هو الوضع في سوريا ، لذلك بدون الدخول في تلك المهاترات السياسية ، او الدعاية لها بالموافقة او الرفض ، نؤكد ان تلك المفاوضات فقط هي دعوة للثرثرة والدعاية الاعلانية لمكاسب سياسية لهذا او ذاك النظام ، وانما هي ايضا فاشلة لانها لا تعتمد على الاسس العلمية في تحليل المرحلة الراهنة وعلى هذا الاساس يجب ان ينطلق الحل وليس على اساس مصالح القوى الاقليمية والدولية بالرغم اننا لا ننكر هذا العامل في تأجيج النزاع المسلح و لكن ليس هو الاساس لاحلال السلام في سوريا كما اكدنا في مقالات سابقة عن فشل مؤتمر جينيف!.
الثورة السورية وتطورها الى حرب اهلية ومن ثم صراع دولي وتصفية حسابات بين الانظمة على حساب الشعب السوري امرا واقعيا ، لا يمكن لنا نكرانه ، وروسيا جزء من هذا الصراع ، ومن صالحها ان يبقى النظام الحالي ، وان تقود اي تحركات وتحت اي تسمية في سبيل تحقيق انتصارات سياسية “كما تخطط هي” ، لكن السؤال هنا بعد مرور كل هذه السنين، الى متى ستظل تراهن على الية التفكير هذه !؟. متى ستفهم العلوم الحديثة في فهم وحل المشكلات الاجتماعية!؟.
بالطبع ان الظروف الحالية لم ولن تسمح لها بفعل ذلك ، لاسباب كثيرة ، صحيح ان الخطوات التي تقوم بها مدروسة “كلاعب في رقعة الشطرنج” منذ اندلاع الثورة وحتى الوقت الحاضر، لكن اخطاءها فادحة بالمسلمات للواقعة :
1- عدم الاعتراف بالحراك الاجتماعي بسوريا ورغبته بحياة افضل ودخول صراح مع الطرف التي تعاديه “الولايات المتحدة الامريكية” ، اعتبار ما يحدث في سوريا هو مؤامرة يجب افشالها باي ثمن
2- عبر التاريخ كانت الدول تستغل ظروف الداخلية لدولة ما للحفاظ على مصالحها الوطنية اوتحقيق مكاسب افضل ، من هنا نحن لا نشك بان اختلاف المصالح الوطنية لدول الجوار او الاقليمية والدولية ، يمكن ان تلعب دورا هاما في تأجيج الصراع الداخلي وخاصة ان النظام القائم مرفقا بغباء ، وبالتالي روسيا وقعت في خطأ فهم واساليب معالجة الظاهرة الجديدة ، لدرجة اصبح معروفا بان روسيا هي جزء من الصراع ، باعتراف جميع الاطراف حتى طرف النظام الحليف له.
3- العلاقات الدبلوماسية و الدولية بين الدول لا يمكن لها ان تنطبق على حالات الحرب الاهلية في بلد ما ، حتى اصبحت روسيا بنظر الشعب السوري تختلف عما كانت عليه ابان حركة التحرر العربية. 180 درجة مئوية.
لم تستفد روسيا من دروس فشل مفاوضات جينف 1 ، 2 ، على العكس مازالت تراهن على انتصاراتها حسب وجهة نظرها ، و في حقيقة الواقع “مناوراتها”.
4- حتى الكثير من نؤكد خطأها التركيز على نقطة غير متغيرة الحفاظ على النظام القائم كما كان، دون اي تغيير ظاهري او جوهري فيه ، ويمكن ملاحظة ذلك من دعوات الحوار السابقة من مؤتمر جينيف والخ…..
5- او يمكن ان نقول تسير بطريق زعامة مجموعة من الدول التي مازالت تعيش بالية وعلقية سادت القرون السابقة واستمرت حتى سقوط الاتحاد السوفيتي – الا وهي الحزب الواحد او اله الواحد الذي يسيطر على مقدرات الشعب والدولة لصالح طمحواته السياسية ، والحفاظ على النظام السوري هو جزء اساسي من سياستها
الحوار المفتوح – معز محي الدين ابو الجدايل