يستعد عشرات الطلاب الجامعيين في تركيا للمشاركة في جولة ثقافية وإنسانية واسعة إلى القارة الإفريقية، ضمن برنامج تنظّمه وكالة التعاون والتنسيق التركية (تيكا) التابعة لرئاسة الوزراء، بالتعاون مع الخطوط الجوية التركية ووكالة الأناضول وهيئة الإذاعة والتلفزيون التركية.
وسيشارك 200 جامعي تركي في الجولة التي تشمل ليبيا والجزائر وتونس وإثيوبيا والصومال وتنزانيا وكينيا والسنغال وغينيا والكاميرون والنيجر وتشاد والسودان وبوركينا فاسو وغانا وأوغندا إلى جانب لبنان والأردن، ضمن “برنامج مشاركة الخبرات مع إفريقيا 2017”.
ويهدف البرنامج إلى إشراك الطلاب في العمليات والأنشطة الثقافية والاجتماعية والإنسانية التي تُشرف عليها “تيكا” ومؤسسات المجتمع المدني التركية لترميم وصيانة المدارس ودور الأيتام والمكاتب والمعابد وغيرها من المنشآت في الدول المذكورة، فضلًا عن مشاريع التنمية.
وفي إطار البرنامج، أشرفت “تيكا” على تنظيم دورات لغة لقسم من سُفرائها المتطوعين، بهدف تقديم دروس في اللغة التركية لنظرائهم الأفارقة في الدول التي يعتزمون زيارتها خلال المرحلة المقبلة.
وكالة الأناضول، التقت عددًّا من “سُفراء تيكا” المتطوعين، المقرر مشاركتهم في البرنامج الثقافي والإنساني، ضمن الفريق الأول المكون من 13 شخصًا، والذي سيتوجه بعد أيام إلى الأردن.
“يونس شيمشك”، طالب دراسات عليا في قسم العلوم السياسية والإدارة العامة بجامعة “فرات” بولاية إلازيغ التركية، تحدّث للأناضول عن مشاعره وأفكاره تجاه المشاركة في البرنامج.
وأشاد شيمشك بمكانة “تيكا”، كواحدة من أهم المؤسسات التركية التي حققت إنجازات كبيرة على نطاق واسع حول العالم، بدءًا من دول الشرق الأوسط وإفريقيا حتى المحيط الهادي وأمريكا اللاتينية.
وقال شيمشك: “سنتوجه ضمن الفريق الأول من البرنامج إلى الأردن، التي تعد من الدول الهامة في الشرق الأوسط، وسنزور فيها اللاجئين الفلسطينيين الهاربين من بلادهم بسبب الحروب التي وقعت ما بين عامي 1948 و1967”.
وأوضح أن الفريق سيشارك في أعمال تنظيم الشوارع بداخل مخيم يقع بين عمّان والزرقاء، ويضم حوالي 95 ألف لاجئ فلسطيني من قطاع غزة، فضلًا عن رصد الاحتياجات الناقصة والحلول التي تُشرف عليها “تيكا” للتعامل مع مشاكل اللاجئين هناك.
واستدرك بقوله: “كما أننا سنلتقي مع الشباب الأردنيين هناك للتعرف عليهم والمشاركة في مشاريع مشتركة فيما بيننا، وأعتقد أن الفرق سيحظى بفرصة التعرف على أشخاص وثقافات جديدة خارج تركيا ضمن البرنامج”.
من جانبه، قال “محمد بيرم”، وهو طالب في كلية الطب بجامعة “تراكيا” في ولاية أدرنة التركية، إن متحمس للمشاركة في البرنامج الذي سيمكن الطلاب من الاطلاع على الأعمال والآثار التي تركها أجدادهم في أنحاء مختلفة حول العالم”.
بدوره، قال “جُنيت يالجين”، الطالب في قسم العلاقات الدولية بجامعة “آهي أفران” في ولاية “قرشهير” التركية، إنه “يُشارك في البرنامج لتعم مبادئ الأخوة والصدق والإحسان في عموم المنطقة، وتأسيس علاقة وثيقة ودائمة بين الشعوب”.
أمّا “سيردار تشام”، رئيس وكالة التعاون والتنسيق التركية، فأعرب عن شكره لجميع المؤسسات والجمعيات المتعاونة مع الوكالة في إطار البرنامج الثقافي والإنساني الذي اقترحه “بلال أردوغان”، نجل الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”.
وأشار تشام إلى أن البرنامج سيُساهم في زيادة معنويات ونشاط الشباب المشاركين بعد عودتهم إلى البلاد، لكونه سيوفر لهم فرصة خوض التجارب على أصعدة مختلفة، مع نظرائهم في الدول المذكورة.
وتعد “تيكا”، التي تأسست عام 1992، راعيًا ومنسقًا رئيسيًا لمشاريع خيرية كثيرة تنفذها تركيا في مناطق مختلفة من العالم.
ومنذ عام 2002، زادت “تيكا” من فعالياتها وانتشارها بحملات المساعدات التنموية التي نفذتها خارج البلاد مع ارتفاع مستوى التقدم في تركيا والانفتاح الذي حققته الحكومة في سياستها الخارجية.
الاناضول