تستأنف في مقر حلف شمال الأطلسي “ناتو” (NATO) في بروكسل اجتماعات الوفود العسكرية التركية واليونانية الرامية، لوضع آلية لفض النزاعات في بحر إيجة وشرق المتوسط، فيما يتوقع أن يعقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم لقاء مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.
وسيبحث الطرفان في اجتماعات الوفود العسكرية السحب الفوري للسفن والقطع البحرية من منطقة المواجهات كمدخل للتهدئة وتجنب النزاعات.
وهذا هو خامس اجتماع يعقده وفدا البلدين برعاية الناتو، لبحث وثيقة تنص على حزمة إجراءات لبناء الثقة بين تركيا واليونان، وإقامة خط اتصال مباشر بين السلطات العسكرية على مدار اليوم من خلال شبكات اتصال آمنة لحلف شمال الأطلسي.
وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إنه من المقرر أن يبحث الوفدان العسكريان التركي واليوناني أساليب فض النزاع بين العناصر العسكرية لكلا الطرفين.
اجتماع بين أردوغان وميركل
قالت الرئاسة التركية في بيان لها إن الرئيس رجب طيب أردوغان سيعقد اجتماعا بعد ظهر اليوم عبر تقنية الدائرة التلفزيونية المغلقة مع كل من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس مجلس الاتحاد الأوروبي شارل ميشال.
وأضافت الرئاسة أنه سيشارك في هذا الاجتماع من الطرف التركي كل من وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو ووزير الدفاع خلوصي أكار ورئيس جهاز الاستخبارات هاكان فيدان والناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن.
وذكرت مصادر في الرئاسة التركية أن الاجتماع سيناقش التطورات في أزمة شرقي المتوسط، وسبل خفض التصعيد في هذه المنطقة، إضافة إلى العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا.
وأشارت إلى أن الرئيس أردوغان ذكر أن من كان يتجاهل تركيا في شرقي المتوسط بدأ بالجنوح إلى طاولة المفاوضات.
وقال الرئيس التركي إن بلاده ليست لديها مطامع في حقوق أحد، لا في شرقي المتوسط ولا في أي مكان آخر، وإن ما تريده فقط هو أن تحترم حقوقها ومكاسبها، مشيرا إلى أن “الذين تجاهلوا تركيا شرقي المتوسط وحاولوا بإصرار فرض أطروحاتهم وخرائطهم بدؤوا يقتربون من طاولة المفاوضات”.
اليونان: محادثات وشيكة مع تركيا
من جهته، قال المتحدث باسم الحكومة اليونانية ستيليوس بيتساس أمس الاثنين إن بلاده بصدد استئناف محادثات مع تركيا بشأن المناطق البحرية، بعد أن سحبت أنقرة هذا الشهر سفينة للتنقيب عن النفط والغاز من منطقة متنازع عليها في البحر المتوسط، في خطوة لقيت ترحيبا من أثينا.
وتشترك الجارتان في عضوية حلف شمال الأطلسي، وهما على خلاف شديد بشأن نطاق سيادة كل منهما في البحر وحقوق التنقيب عن الطاقة في شرق المتوسط بناء على وجهات نظر متعارضة بخصوص امتداد الجرف القاري لكل منهما.
وقال بيتساس للصحفيين “نحن على وشك استئناف المحادثات الاستكشافية، لكن مدى قرب حدوث ذلك يعتمد على كلا الطرفين، اليونان وتركيا.. المشاعر طيبة”. وأضاف أن أنقرة أبدت أيضا رغبة في استئناف المحادثات.
وقالت وسائل إعلام يونانية إن المحادثات قد تبدأ في وقت قريب، ربما هذا الأسبوع.
وكانت مناقشات سابقة استمرت لوقت طويل بين أثينا وأنقرة على ترسيم حدود المناطق البحرية قد انهارت في 2016.
واليونان وحليفتها الوثيقة قبرص -وكلتاهما من أعضاء الاتحاد الأوروبي- على خلاف مع تركيا يتعلق بمطالبات متداخلة بالسيادة على مناطق يعتقد أنها غنية بالغاز الطبيعي.
خريطة إشبيلية
وفي تطور آخر، قالت السفارة الأميركية في أنقرة إن واشنطن لا تتخذ أي مواقف بشأن نزاعات الحدود البحرية بين الدول الأخرى.
وأضافت السفارة في بيان نشرته على تويتر تعليقا على تداول الصحافة التركية ما اصطلح على تسميتها خريطة إشبيلية التي أعدتها اليونان بخصوص الحدود البحرية بين البلدين أن واشنطن لا ترى أي أهمية قانونية لهذه الخريطة، وأنها تفهم أن الاتحاد الأوروبي لا يعتبر خريطة إشبيلية وثيقة ملزمة من الناحية القانونية.
وأضافت أنها ترى أن حل مسألة الحدود البحرية يكون بالتوافق على أساس القانون الدولي، وتدعم الحوار والتفاوض بين البلدين على أساس النيات الحسنة.
استفزاز ودعاية
من جهة أخرى، انتقد فؤاد أوقطاي نائب الرئيس التركي تصريحات للرئيسة اليونانية إيكاتيريني ساكيلاروبولو وصفت فيها تركيا بأنها دولة احتلال، مبينا أن تلك الاتهامات ليست سوى جهود دعائية مضحكة واستفزاز غير مجد.
جاء ذلك في تصريح أدلى به أوقطاي لمراسل الأناضول اليوم الثلاثاء، تعليقا على تصريحات أدلت بها رئيسة اليونان بحق تركيا قبيل زيارتها إلى الشطر الرومي لجزيرة قبرص.
وقال أوقطاي في تصريح للأناضول إن ساكيلاروبولو أجرت زيارة قبل عدة أيام إلى جزيرة ميس التي تبعد عن البر اليوناني مسافة 580 كيلومترا، وكيلومترين اثنين عن الأراضي التركية، وإنها قامت بأعمال استعراضية مع قوات بلادها هناك.
وأضاف أن ساكيلاروبولو زارت الشطر الرومي من جزيرة قبرص عقب زيارتها إلى ميس، وصرحت بشكل علني بضرورة إنهاء الوجود التركي في جزيرة قبرص.
وأشار إلى أن رئيسة اليونان تجهل الحقائق التاريخية التي تؤكد أن جزيرة قبرص فتحها السلطان سليم خان الثاني عام 1571، وأن هذه البقعة الجغرافية ظلت أراض تركية على مدى 307 أعوام.
نقلا عن الجزيرة