شهدت الاجتماعات في العاصمة الكازاخية، أستانة، توترًا بين وفدي المعارضة السورية والنظام، والوفود الدولية، وسط تصريحات متضاربة صدرت عن كلٍ من روسيا والمعارضة السورية.
وبدأت رؤية المعارضة للاجتماعات تتضح، بعد أن قررت المشاركة في “أستانة 2″، بوفد مصغّر، شمل عدة أشخاص على رأسهم محمد علوش.
وبعد تصريحات سابقة إلى عنب بلدي، بأنها لم تتلق دعوة رسمية من كازاخستان، رغم أن وزير الخارجية الكازاخي، قال إنه بلاده أرسلت دعوات للوفود المشاركة.
الجلسة شهدت توترًا بسبب إيران
ولم يدخل وفد المعارضة إلى قاعة الاجتماعات، أمس، “إلا بعد حصوله على ضمانات روسية بوقف القصف على المناطق التي تخضع لسيطرتها”، وفق تصريحات محمد علوش، رئيس وفد المعارضة، الذي نفى الوصول إلى أي اتفاق في الاجتماعات، كما لم يصدر عنها بيان ختامي أصلًا.
عقب انتهاء الاجتماعات سارعت الخارجية الروسية، للإعلان عن الاتفاق حول تشكيل لجنة ثلاثية مكونة من روسيا وتركيا وإيران، وصفتها بـ”الحازمة”، لمراقبة اتفاق وقف إطلاق النار، الأمر الذي نفاه علوش في حديثٍ إلى عنب بلدي، اليوم.
وقال رئيس وفد المعارضة، ردًا على سؤاله حول غاية روسيا من تصريحاتها المخالفة لما تحدثت به المعارضة عن نفي وجود إيران ضمن اللجنة، “هذا رأيهم، فنحن لم نتفق معهم كما أن الجلسة شهدت توترًا بسبب إيران”.
رئيس الوفد الإيراني، حسين جابري أنصاري، أعلن عقب المؤتمر عن الاتفاق عن آلية عمل اللجنة الثلاثية، بينما دعا علوش إلى إشراك دول عربية لرعاية ومراقبة الاتفاق، إلى جانب كل من روسيا وتركيا.
ووفق بيان الخارجية الروسية، فإن وقف إطلاق النار في سوريا، “سيسمح بتوجيه طائرات روسية إضافية، وقوات سورية إلى المناطق التي ينشط فيها مسلحو تنظيم داعش الإرهابي”.
علوش: لا يمكن الحكم على اجتماعات أستانة
جاءت الاجتماعات في أستانة، قبل ستة أيام من بدء المفاوضات في جنيف، والمقرر أن تجري في 23 شباط، دون أن تحقق المعارضة أي تقدم في المطالب التي حملتها معها إلى العاصمة الكازاخية.
ويرى علوش أنه “من المبكر الحكم على نتائج اجتماعات أستانة سلبًا أو إيجابًا”، معتبرًا أنه “من الخطأ اتباع طريقة النظام في الحكم على الأمور”.
وأكد القيادي، في حديثه مع عنب بلدي، أن “النظام السوري يريد إفشال الاجتماعات”، معتبرًا أن فشلها “طوق نجاة بالنسبة له من استحقاق وقف إطلاق النار، والإفراج عن المعتقلين، وفك الحصار، والانتقال السياسي”.
وبدا إصرار النظام على “محاربة الإرهاب” بعيدًا عن جدية الانخراط في الاجتماعات والالتزام بمقرراتها، من خلال تعليق رئيس وفد النظام السوري، بشار الجعفري.
وقال الجعفري إن “كل من وقع على الاتفاق، بما في ذلك الأطراف الضامنة والمجموعات المسلحة، ملزمة بمحاربة الإرهاب مع دعم جهود الجيش السوري وأصدقائه وحلفائه”.
واعتبر أن المعارضة والدول الداعمة لها “عرقلت الاجتماعات برفضها التوقيع على مخرجاتها”.
وسط عجز من روسيا على تنفيذ تعهداتها وإلزام النظام بوقف القصف، ومع استمرار وعودها للمعارضة، لم تحصل المعارضة على جواب حول الخطة التي قدمتها لتثبيت الهدنة خلال اجتماع أستانة الأول (23 و24 كانون الأول الماضي).
ويرى محللون أن تحرّك روسيا يأتي في إطار “المراوغة وإضاعة الوقت”، رغم الموقف المعلن من موسكو والأمم المتحدة التي اعتبرت أن اجتماعات أستانة “تمهد وتؤسس للذهاب إلى جنيف”.
عنب بلدي