أجمع وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على التأكيد على ضرورة العمل من أجل جعل الدور الأوروبي أكثر قوة وفاعلية على الساحة الدولية، خاصة من الناحيتين الدفاعية والسياسية.
وعلى الرغم من أن العديد من الوزراء يشاطرون الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد فيديريكا موغيريني، الرأي بأن الاتحاد الأوروبي هو “قوة عظمى”، لكنهم لا يرون بديلاً عن التعاون مع القوى الأخرى والمنظمات الدولية الكبرى.
وتباحث وزراء خارجية أوروبا وأيضاً وزراء الدفاع، حول السياسة الأوروبية الدفاعية المقبلة وذلك رغم تفاوت الآراء حول هذا الأمر.
ولا يتحدث الأوروبيون هنا عن جيش موحد، بل عن آليات وطرق لجعل مهمات الدفاع الأوروبية أكثر فاعلية ولتنسيق سياسات واستثمارات صناعة الدفاع في ما بينهم واستخدام ما هو متاح من فرص حتى يتناسب الدفاع الأوروبي مع متطلبات الواقع.
ونوه وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت، بأهمية اجتماع وزراء خارجية ودفاع الاتحاد الأوروبي الاثنين في بروكسل، مشيراً إلى أن الأمر يعبر عن طموح أوروبي لاتخاذ قرارات بشأن تطوير سياسات دفاعية استراتيجية خاصة.
واعتبر إيرولت، في تصريح أن هذا الاجتماع هو استمرار لعدة لقاءات وجلسات عمل لتطوير برامج الأمن والدفاع الأوروبي، ملفتا إلى أهمية المبادرات الفرنسية- الألمانية المشتركة التي قدمت بهذا الشأن.
يتحدث الأوروبيون، كما يؤكد إيرولت، عن ضرورة تزويد الجيوش الأوروبية بالمعدات والموارد البشرية اللازمة، وكذلك تنسيق عمل العسكريين، وتحفيز الصناعات الحربية الأوروبية بتمويل من مختلف الصناديق الأوروبية. وفي نفس الإطار، أكد وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، أن على دول أوروبا زيادة نفقاتها الدفاعية لتصل إلى ما نسبته 2 بالمئة من الناتج القومي المحلي، كما طلب منهم حلف شمال الأطلسي، حيث “يجب أن تكون سياستنا الدفاعية متناسقة مع سياسة الحلف”. ودعا جونسون، الذي تتهيأ بلاده لترك الاتحاد الأوروبي، إلى أن تتحمل الدول الأوروبية مسؤولياتها بشكل أعمق في سياسات الدفاع المشترك.
بالإضافة إلى هذا سيناقش الوزراء الأوروبيون الوضع في كل من تركيا وسوريا وسياسة الجوار الشرقي والجنوبي لأوروبا.
وهنا، دعا وزير الخارجية البريطاني إلى تفهم الوضع الصعب في تركيا، فـ”يجب عدم حشر هذا البلد في الزاوية ودفعه إلى التصرف بشكل غير محسوب”.
بينما ركز وزراء آخرون، على ضرورة التنبه لما تقوم به السلطات التركية من تحركات منافية للديمقراطية والقيم الأوروبية.
هذا وعاد طيف نتائج الانتخابات الأميركية ليخيم على تصريحات الوزراء، الاثنين، رغم أنهم ناقشوا الأمر ليل الأحد.
وأضاف جونسون “أعتقد أن السيد دونالد ترامب، يعرف كيف يصنع الصفقات، وهذا جيد لبريطانيا وجيد لأوروبا”.
وشدد الوزير البريطاني على ضرورة عدم الحكم مسبقاً على الإدارة الأميركية التي هي قيد التشكل حالياً.
أما وزير خارجية لوكسمبورغ جان أسلبورن، فقد أقر بأنه لا أحد يعرف ما يدور في خلد قادة الولايات المتحدة الجدد تجاه قضايا السياسة الدولية مثل سوريا وإيران، حيث أن “علينا الانتظار، وإظهار تمسكنا بمبادئ سياستنا وتصميمنا على المزيد من التعاون الدولي”.
العرب