أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو تطابق موقفه مع موقف نظيره السعودي عادل الجبير، وهو عدم تولّي الرئيس بشار الأسد «أي دور» خلال المرحلة الانتقالية في سورية، بالتزامن مع مضي الجيش التركي في إقامة منطقة خالية من «داعش» والمسلحين الأكراد شمال سورية قرب الحدود التركية، والاستعداد للمشاركة في طرد «داعش» من الرقّة شمال شرقي سورية. في الوقت ذاته، بحث وزيرا الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف هاتفياً في التعاون ضد «المجموعات الإرهابية» في سورية، لحل نقطتين بقيتا عالقتين بعد الاتفاق على 12 بنداً.
وقال جاويش أوغلو في مؤتمر صحافي عقده مع نظيره السعودي في أنقرة أمس أن محادثاتهما تناولت «وقف النار وضمان الانتقال السياسي، وتحقيق الاستقرار في سورية واليمن والعراق يأتي في صدارة ما نأمله، وسنواصل جهودنا معاً». كما بحث الجانبان العلاقات الثنائية، وارتقاءها، وأشار أوغلو إلى إنشاء «مجلس تنسيقي مشترك» يشمل مجالات بينها الاقتصاد والدفاع، فضلاً عن تأسيس 8 لجان من أجل تعزيز العلاقات، على أن يُعقد اجتماع الأول في تركيا خلال الأشهر المقبلة.
ونقلت وكالة الأناضول للأنباء عن الوزير التركي تأكيده «تطابق رؤيته مع نظيره السعودي في ما يتعلق بالملف السوري، وعدم تولّي الأسد أي دور في المرحلة الانتقالية». وتابع أن «بقاء شخص تسبب في مقتل 600 ألف إنسان من شعبه، يعني استمرار الفوضى في سورية… الأسد أضاع منذ البداية فرصة المساهمة في التحول السياسي».
وكان الجبير عقد لقاءين مع كل من وزيري الخارجية الفرنسي جان مارك إرولت والإيطالي باولو جنتيلوني على هامش اجتماع وزراء خارجية دول «مجموعة أصدقاء سورية» في لندن أول من أمس، والذي تضمن إطلاق «الهيئة التفاوضية العليا» السورية المعارضة رؤيتها للحل السياسي.
وفي ما يتعلق بعملية «درع الفرات»، التي باشرها الجيش التركي منذ نحو أسبوعين، أكد الوزير جاويش أوغلو المضي قدماً في العملية، ومواصلة دعم «الجيش السوري الحر»، مشيراً إلى «ضرورة إغلاق ما يسمى جيب منبج (جنوب مدينة جرابلس) في وجه داعش، وتطهير المنطقة من العناصر الإرهابية، من أجل التمهيد لإنشاء منطقة آمنة». وقال مسؤول تركي أن أنقرة تعمل لبناء خط كهرباء تحت الأرض، لإمداد مدينة جرابلس بالكهرباء بعد أسبوعين من سيطرة الفصائل المقاتلة السورية التي تدعمها أنقرة على المدينة.
إلى ذلك، قال وزير الدفاع التركي فكري إيشق أن بلاده تساند العملية التي تهدف إلى طرد «داعش» من الرقة المعقل الأساسي للتنظيم في سورية، ولكن «يجب ألّا تكون وحدات حماية الشعب الكردية القوة الأساسية فيها». وأفادت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بأن الوزير آشتون كارتر أكد خلال لقائه إيشق، في لندن، ضرورة الاعتماد على قوى محلية في تحرير الرقة.
في القاهرة، وافق وزراء الخارجية العرب على مشروع القرار الخاص بسورية الذي قدّمه المندوبون الدائمون، وأعرب المجلس الوزاري للجامعة عن القلق الشديد من تداعيات تصعيد الأعمال العسكرية، مشدداً على ضرورة «توفير الأجواء الملائمة لاستئناف المفاوضات في جنيف تحت رعاية الأمم المتحدة والهادفة إلى تشكيل هيئة حكم انتقالي ذات صلاحية تنفيذية كاملة».
ميدانياً، أحكم الجيش النظامي السوري حصاره الأحياء الشرقية لمدينة حلب في شمال البلاد، حيث يعيش 250 ألف شخص وسط أسواق خالية من البضائع. إذ سيطر الجيش بغطاء جوي روسي مكثّف الخميس على منطقة الراموسة عند الأطراف الجنوبية لمدينة حلب، ليستعيد بذلك كل النقاط التي خسرها لمصلحة فصائل مقاتلة قبل أكثر من شهر.
وأكدت الخارجية الروسية أن لافروف بحث مع كيري «إمكانات التعاون بين موسكو وواشنطن لهزيمة المجموعات الإرهابية في سورية»، خصوصاً في ريف حلب. وأضافت أن الوزيرين ناقشا «مساهمة البلدين في حل القضايا الإنسانية ودفع عملية التسوية السياسية للنزاع في سورية». وأفادت شبكة «سي أن أن» باتفاق الأميركيين والروس على 13 بنداً من الاتفاق وبقاء بندين عالقين، يُعتَقَد بأنهما يتعلقان بكيفية الرد على خرق وقف النار ومدى امتثال النظام السوري لعدم شن غارات وعمليات هجومية على المعارضة.
القدس العربي