جددت دمشق مع بدء حاملة الطائرات الروسية مهماتها من البحر المتوسط قبالة سواحل سورية، دعوتها عناصر المعارضة المسلحة في شرق حلب إلى الخروج قبل بدء استخدام أسلحة عالية الدقة وسط تحذير الأمم المتحدة من حصول «مجاعة» في الأحياء المحاصرة، في وقت اقتربت فصائل «الجيش الحر» بدعم من الجيش التركي من طرد «داعش» من الباب وضمها الى المنطقة الآمنة بين حلب وحدود تركيا.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن طائرات لم يحددها ما إذا كانت روسية أم سورية، «جددت قصف أماكن في بلدة الأتارب بريف حلب الغربي، ما أسفر عن مقتل 12 شخصاً بينهم طفلة على الأقل بالإضافة الى أضرار مادية كبيرة، ودمار في الثانوية العامة ومركز تدريب الدفاع المدني ومعلومات مؤكدة عن خروجهما عن العمل إثر القصف، كذلك استشهد شخصان على الأقل وأصيب آخرون بجراح، نتيجة تفجير آلية مفخخة بالقرب من كراج مدينة أعزاز الواقعة بالريف الشمالي لمدينة حلب».
وأفاد موقع «روسيا اليوم» بأن «السلطات السورية طالبت المسلحين في حلب بالخروج من شرق حلب برسائل نصية تنذرهم بالخروج قبل هجوم مزمع باستخدام أسلحة عالية الدقة» وأن هذا جاء «بعد التقدم الذي حققه الجيش (النظامي) السوري في محاور قتالية غرب حلب».
وحذر نائب الناطق باسم الأمم المتحدة فرحان حق في نيويورك من «مجاعة في حلب نتيجة النقص الحاد في المواد الغذائية ورفض القوات النظامية وروسيا السماح للمساعدات بالوصول الى المُحَاصَرين». وقال إن «الأمم المتحدة تدرس حاليّاً أفضل السبل لمنع موت أكثر من ربع مليون شخص بسبب الجوع في شرق حلب، ولا بد من التحرك لمنع حدوث ذلك».
وقال «المرصد» إن «ما لا يقل عن 12 شخصاً قتلوا في انفجار مجهول في عفرين، استهدف منطقة حاجز الغزاوية في منطقة غزاوية الواقعة بريف عفرين في الريف الشمالي الغربي لحلب».
وإذ رجّحت وكالات كردية أن سبب الانفجار «سيارة مفخخة»، قالت مصادر أخرى إنه ناجم عن غارة جوية لسلاح الجوّ التركي الذي يساند «الجيش الحر» في عمليات «درع الفرات» ضد تنظيم «داعش».
وقال «المرصد» أمس: «باتت فصائل المعارضة المدعومة من قوات تركية على بعد كيلومترين شمال وشمال غربي مدينة الباب» في ريف حلب الشمالي، التي تتعرض حالياً «لقصف جوي ومدفعي تركي».
وتقع الباب على مسافة 30 كيلومتراً من الحدود التركية، وطالما شكلت هدفاً للحملة التي أطلق عليها «درع الفرات». وأوضح «المرصد» أن «التقدم إلى الباب يأتي في إطار العملية ذاتها التي بدأت بسيطرة فصائل معارضة على جرابلس في ريف حلب الشمالي الشرقي». وأكد أن الفصائل المعارضة والقوات التركية طردت المتطرفين من مساحة تبلغ «2500 كيلومتر مربع في المنطقة الحدودية مع تركيا». وتحدّث ناشطون عن استعداد الفصائل المشاركة للدخول إلى مدينة الباب. ونشرت «الجبهة الشامية» المشاركة في العملية صوراً لأرتال من كتائب الثوار معلّقةً عليها بأنها تستعدّ لدخول المدينة.
في المقابل، قال «المرصد» إن «قوات سورية الديموقراطية» الكردية – العربية تقدمت في الريف الغربي لمدينة منبج قرب بلدة العريمة، وتمكنت خلال الـ 48 ساعة الماضية من السيطرة على 3 قرى قريبة من العريمة، هي قرط والشيخ ناصر وسبيران، فيما تدور اشتباكات بين هذه القوات من جانب، وتنظيم «داعش» من جانب آخر في قرية الكاوكلي التي تحاول «قوات سورية» التمهيد لمحاصرة بلدة العريمة، التي من المرجح أن تقوم «القوات» بالسيطرة عليها وطرد تنظيم «داعش» منها، فيما تترافق الاشتباكات مع عمليات قصف متبادل بين الجانبين.
«الحياة»، رويترز، أ ف ب