أثارت رغبةُ تنظيم دولة العراق والشام، في التوسُّع باتجاه منطقة حوران والجنوب، المخاوفَ لدى الكتائب المُقاتلة، وعلى رأسها “جبهة النصرة”، والتي تعهّدت بالتصدي لمحاولة التوسّع.
فقد أعلن تنظيمُ الدولة مؤخرًا سيطَرته على مناطق واقعة بين ريف دمشق وريف السويداء، مقتربًا من محافظة درعا، حيث سيطر على منطقة “بيرقصب” في الشرق الأقصى للغوطة الشرقية بريف دمشق، بعد ما ورد من مبايعة قائد لواء “المغاوير”، الملازم أول “أبو عدي” للتنظيم، والذي تتمركز عناصرُه في هذه المنطقة، ليزحف من خلالها إلى مناطق جديدة في بادية السويداء، مثل “شنوان” و”القصر” و”الأصفر” و”الساقية” و”رجم الدولة” ومنطقة “الصريخي”، التي لا تبعد سوى 25 كم عن مناطق الكثافة السكانية “الدرزية” في السويداء.
وكانت جبهةُ النصرة أرسلت رتلًا عسكريًّا لمواجهة تنظيم الدولة بعد وصول طلائعهم، عقب مبايعة عشائر البدو ومسلحيها في قرية “الشقرانية”، القريبة من منطقة “اللجاة” في محافظة درعا.
كما أعلنت جبهةُ النصرة في وقت سابق تدميرَها لرتل عسكري تابع لتنظيم الدولة، كان في طريقه من محافظة الرقة إلى درعا، بقيادة أحد أمراء التنظيم المدعو “عامر ضمور”.
وتُعتبر محافظة درعا المعقلَ الأساسي لجبهة النصرة والجيش الحر، بعد انسحاب مقاتليهم من محافظات في الشمال نحو حوران، وقد رأوا أن تحركات تنظيم الدولة تمثل تهديدًا صريحًا لوجودهم، الأمر الذي دفعهم إلى تشكيل غرفة عمليات موحّدة في منطقة القلمون، كخط دفاع أول عن درعا، كان على رأس الموقّعين عليها جبهة النصرة.
وتضع هذه “الغرفة” في أولويّاتها محاربة تمدد التنظيم، إضافة إلى إرسال “جيش الإسلام” تعزيزاتٍ إلى منطقة “بير قصب”، لمواجهة خطر التنظيم.