يقوم الأمريكان بدفع أموال طائلة ويدعي محاربة تنظيم الدولة في سوريا والعراق بحجة مكافحة الإرهاب ويقيمون القواعد العسكرية لحسابات أخرى دون النظر لبقاء التنظيم أو اختفائه.
امتدت سيطرة تنظيم الدولة من شمال حلب مرورا بالرقة والحسكة ودير الزور ومحافظة نينوى العراقية ومركزها الموصل شمال غرب العراق ليصل إلى مسافة في عمق العراق تبعد عن 100 كيلو متر عن العاصمة بغداد لكن بدأت التحالفات الدولية والاقليمية بالحرب ضد التنظيم وقاد التحالف الدولي أكبر معركتين باستخدام قوات سوريا الديمقراطية في سوريا والحيش العراقي وميليشيا الحشد الشعبي للسيطرة على مدينتي الموصل والرقة عاصمتي التنظيم في سوريا والعراق لتصبح المدينتين عبارة عن أكوام من الحجارة وأبنية منهارة .
كان تنظيم الدولة يخسر حاضنته الشعبية التي اكتسبها بسرعة كبيرة خلال أشهر في سوريا والعراق وخاصة أن التنظيم لا يملك إعلام رسمي ومتداول عالميا ووجدت الولايات المتحدة وروسيا في وجود التنظيم مشروعا لتحقيق أهدافهما في سوريا خاصة فالأمريكان حصلوا على نفوذ لهم شرق سوريا والروس وجدوا في ضعف النظام وشهيته المفتوحة لقتل الشعب السوري, بيئة ملائمة كي تتدخل عسكريا وسياسيا واقتصاديا وجعل مناطق سيطرة النظام مناطق نفوذ لها.
وجدت الولايات المتحدة من يقاتل عنها بالمال ووجد الروس من يقاتل عنهم أيضا, ليصلوا إلى أهدافهم البعيدة المدى وجعل الأمريكان يحاربون تنظيم الدولة, فيما بدأ الروس بمحاربة الثوار والمدنيين إلا أن الأتراك تمكنوا خلال الأشهر الماضية من إيقاف الروس والنظام عن مشروع تدمير الشمال السوري فيما لايزال الأمريكان يحاربون التنظيم شرق سوريا.
ويعتمد تنظيم الدولة رغم خساراته الكبيرة وانحسار الرقعة الجغرافية من مساحة تفوق مساحة سوريا الى جيب صغير اقصى جنوب شرق دير الزور ورغم كل هذا لازال التنظيم يقاتل بل ويحقق تقدما على التحالف الدولي والقوات الأرضية وسط توقعات بأن يتقدم التنظيم ويتوسع في سيطرته على بادية البوكمال ويعود بالمعركة إلى أشهر للخلف فمن استراتيجيات القتال لدى التنظيم الاختفاء والظهور من جديد بسلاح خفيف وفاعلية كبيرة.
يمتلك تنظيم الدولة المئات من العناصر في محافظات الرقة والحسكة ودير الزور ويتقلص عددهم فترة وينمو ويزداد في فترات أخرى ففي الرقة يتواجد العديد من عناصر التنظيم يتبنون عدة عمليات تفجير ضد قوات سوريا الديمقراطية.
وتبقى كلمة الإرهاب وسيلة تطلقها الدول العظمى والإقليمية لترسيخ مصالحها في الدول النامية وزرع هذا المفهوم وادارته, بالطريقة التي يرغب بها.
المركز الصحفي السوري