وصل وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الاحد الى طهران في زيارة مفاجئة حيث التقى الرئيس الايراني حسن روحاني كما افادت وسائل الاعلام الايرانية.
وخلال هذا اللقاء قام شويغو بنقل “رسالة خاصة” من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى روحاني وعرض “الوضع المتعلق باستقرار المنطقة وعملية المفاوضات لإعلان وقف اطلاق نار في سوريا” بحسب وكالة الانباء الايرانية الرسمية نقلا عن بيان للرئاسة.
وقال الرئيس روحاني ان “تسوية الازمة في سوريا لا يمكن ان تتم الا عبر مفاوضات سياسية بما يضمن احترام حقوق الشعب السوري الذي يجب ان يقرر في نهاية المطاف مستقبل سوريا”.
واجرى شويغو محادثات ايضا مع نظيره الايراني الجنرال حسين دهقان، بينما تأتي الزيارة بعد خمسة ايام فقط من زيارة الأخير لموسكو.
وترغب ايران وروسيا في “تعزيز” تعاونهما العسكري كما اكد شويغو الثلاثاء بعدما التقى نظيره الايراني في موسكو، إلا أن هذا المسار يقابله مسار آخر يتعلق بتنسيق على أعلى مستوى لتدخل البلدين في سوريا حماية لحليفهما بشار الاسد.
وتدعم ايران وروسيا ماليا وعسكريا نظام الرئيس السوري بشار الاسد رغم اعتراض الدول الغربية وتركيا وبعض الدول العربية وخصوصا السعودية الخصم الاقليمي لإيران.
ويعتقد محللون أن التنسيق يشمل على ما يبدو الحفاظ على المكاسب الميدانية التي حققها الجيش السوري بدعم جوي روسي قبل وقف اطلاق النار وهو ما يعزز موقف دمشق التفاوضي في حال انطلقت محادثات السلام مجددا في جنيف.
وتتمسك كل من موسكو وطهران باستبعاد مصير الرئيس السوري من أي مفاوضات وتعتقدان أن لا حلّ للأزمة إلا من خلال النظام الحالي على اعتبار أنه طرف اساسي لا يمكن اقصاؤه من جهود التسوية.
وكان دهقان التقى ايضا الرئيس الروسي بوتين ونائب رئيس الوزراء ديمتري روغوزين.
ومن المفترض ان تسلم روسيا ايران منظومات دفاعية مضادة للصواريخ من طراز اس-300 كما تريد طهران شراء طائرات حربية من طراز سوخوي 30 من روسيا بحسب وسائل الاعلام الايرانية والروسية.
وفي وقت سابق الأحد قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إنه توصل لاتفاق مؤقت مع نظيره الروسي سيرغي لافروف على شروط لوقف القتال في سوريا وإن الجانبين باتا أقرب من أي وقت مضى إلى التوصل لوقف الأعمال العدائية.
ولكنه أشار إلى أن بعض القضايا لا تزال دون حل وأنه لا يتوقع أي تغيير فوري على الأرض. وفي حمص بسوريا وقع تفجير مزدوج بسيارتين ملغومتين مما أسفر عن مقتل 57 شخصا على الأقل، فيما وقعت انفجارات في أجزاء من دمشق وأسفرت عن مقتل 30 بمنطقة السيدة زينب التي يوجد بها وزار شيعي.
وأدت الضربات الجوية التي تشنها روسيا منذ سبتمبر/أيلول 2015 ضد المعارضين الذين يقاتلون قوات الرئيس بشار الأسد إلى زيادة المعاناة والدمار في سوريا حيث أدت الحرب الأهلية المستمرة منذ خمسة أعوام عن مقتل أكثر من ربع مليون شخص.
وذكر الرئيس السوري بشار الأسد السبت أنه مستعد لوقف إطلاق النار لإنهاء الحرب المستمرة منذ خمس سنوات بشرط ألا يستغل “الإرهابيون” وقف القتال لصالحهم وأن توقف الدول التي تساند مقاتلي المعارضة دعمها لهم.
وكانت المعارضة السورية قد وافقت على “إمكانية” التوصل لهدنة مؤقتة بشرط توفر ضمانات على أن يوقف حلفاء دمشق بما في ذلك روسيا إطلاق النار إلى جانب رفع الحصار عن المناطق المحاصرة وتوصيل المساعدات إلى كل أنحاء سوريا.
وقال كيري في مؤتمر صحفي في عمان مع نظيره الأردني ناصر جودة “توصلنا إلى اتفاق مؤقت من حيث المبدأ على شروط وقف القتال يمكن أن يبدأ في الأيام المقبلة.”
وقال كيري “يجرى الآن استكمال التفاصيل المتعلقة بكيفية وقف القتال. في الحقيقة اقتربنا من وقف إطلاق النار أكثر من أي وقت مضى.”
وامتنع عن الخوض في تفاصيل القضايا التي بقيت دون حل. واكتفى بالقول إن الجانبين “يستكملان التفاصيل”.
لكنه كرر الموقف الأميركي بضرورة أن يتنحى الأسد، مضيفا “في وجود الأسد لا يمكن أن تنتهي الحرب ولن تنتهي.”
ومصير الأسد واحد من نقاط الخلاف الرئيسية بين واشنطن وروسيا أهم داعم دولي للزعيم السوري. وفي الآونة الأخيرة بدأت روسيا تقول إن السوريين عليهم أن يقرروا بشأن بقاء الأسد من عدمه. ولكنها مستمرة في دعم دمشق بالضربات الجوية.
وقال كيري إنه تحدث مع لافروف في عدة مناسبات منها محادثات جرت في وقت سابق. وتوقع أن تكون هناك مباحثات بين الرئيس الأميركي باراك أوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في الأيام المقبلة لاستكمال الاتفاق المؤقت من حيث المبدأ.
وأكدت وزارة الخارجية الروسية أن لافروف وكيري تحدثا عبر الهاتف اليوم بشأن شروط وقف إطلاق النار.
وأضافت أن المناقشات تناولت شروط وقف إطلاق النار الذي لن يشمل العمليات ضد التنظيمات “التي يعتبرها مجلس الأمن الدولي إرهابية”.
وتشمل هذه الجماعات تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة.
وقال “لا أعتقد أنه ستكون هناك نقطة تحول بالنسبة لما يجري على الأرض خلال الأيام المقبلة فيما نحاول تنفيذ هذا. أوضحت المعارضة عزمها على المقاومة.”
ميدل ايست أونلاين