وجه القائم بأعمال سفارة سوريا في تنزانيا، عبد المنعم عنان، رسالة إلى الرعايا السوريين في القارة الإفريقية بشكل عام وتنزانيا على وجه الخصوص للانتباه إلى أموالهم، وأن يتحلوا بالصبر والفطنة والشجاعة، داعيًا إياهم لـ “الحذر من بعض السماسرة وتجار لحوم البشر ضعاف النفوس والنصابين”.
السوريون معفيون من الفيزا
وجاء كلام عنان “بالتزامن مع بدء توافد السوريين إلى تنزانيا”، على حد قوله، وهي من الدول القليلة المتبقية التي تعفي السوريين من تأشيرات الدخول إلى أراضيها، إذ يدفع المواطن 50 دولار أمريكي لدى وصوله إلى البلاد، لقاء حصوله على فيزا مدتها 90 يومًا.
وأصبحت دولة تنزانيا، التي تقع شرق إفريقيا على ساحل المحيط الهندي، مركزًا للسوريين الراغبين بتقديم معاملات “لم الشمل” في سفارات الاتحاد الأوروبي، وبالأخص ألمانيا، وممرًا للوصول إلى جزر ومقاطعات تقع تحت سيطرة الاتحاد الأوروبي، في المحيط الهندي، أو دول يسهل منها الوصول إلى أوروبا.
وقال عنان، في منشور عبر صفحته في فيسبوك، “منذ مجيئي إلى السفارة في دار السلام، قبل نحو ثلاثة أعوام، تدخلت عشرات المرات لدى السلطات الرسمية التنزانية لإخراج موقوفين سوريين، بتهم دخول غير مشروع أو حيازة جوازات سفر غير نظامية أو فيز مزورة، أو تسهيل دخول وخروج الكثير من العائلات والحالات الإنسانية المعروفة حيثياتها للكثيرين”.
واعتبر أن ما يقوم به يأتي من واجبه الوطني، مشيرًا إلى أن باب السفارة السورية لم يغلق في وجه أحد إطلاقًا مهما كان وضعه، وأبوابها مفتوحة 24 ساعة دون الحاجة للحديث مع سمسار أو محامي من أجل الدخول.
وحاولت عنب بلدي التواصل مع السفارة عبر أرقامها الهاتفية المنشورة عبر الإنترنت، لكن دون جدوى.
إفريقيا “ترانزيت” للسوريين
وأضاف عنان “ساعدنا مئات الحالات للمقيمين في الدول الأفريقية المجاورة وبعض الدول العربية التي لا يوجد فيها سفارات سورية”، مشيرًا إلى تعاون السفارة مع الرعايا السوريين “دائمًا نحتسب تكاليف المعاملات القنصلية للإخوة السوريين، بميزان يقارب في دقته وأمانته ميزان الذهب”.
والقائم بالأعمال عنان، هو مستشار دبلوماسي في وزارة الخارجية والمغتربين السورية، ومعاون مدير إدارة المنظمات الدولية والمؤتمرات فيها، وشغل ملحق دبلوماسي في عدة إدارات تابعة لها، قبل عام 2011.
وباتت إفريقيا ودول جنوب الصحراء ممرًا للسوريين الهاربين من الحرب، بعدما منعتهم دول شمال إفريقيا العربية (مصر، تونس، المغرب، الجزائر، ليبيا) من دخول أراضيها، ليضيق الخيار أمامهم مع استمرار العنف، فكانت الوجهة تنزانيا.
وقصد السوريون غرب إفريقيا بحثًا عن ملاذ آمن، وسعيًا للوصول إلى أراضي تقع تحت سيطرة دول الاتحاد الأوروبي، من أجل الحصول على حق الحماية الدولية واللجوء الإنساني.
وفي هذه الأثناء، تقول مصادر رسمية وإعلامية إن موريتانيا تعاني من انتشار شبكات لتهريب السوريين إلى المغرب، إذ تمنعهم الأخيرة من دخول أراضيها، وذلك من أجل الوصول إلى أوروبا.
وأحبطت الأجهزة الأمنية في مدينة نواذيبو، شمال موريتانيا، 20 أيلول الماضي، عملية تهريب 21 سوريًا إلى الأراضي المغربية عبر الحدود، وتم توقيف رجلين يتزعمان شبكة سرية لتهريب المهاجرين.
عنب بلدي