“عصابات مسلحة تستهدف خطوط الغاز !، وعطل فني بسبب الصقيع!، تفجيرات تستهدف محطات الكهرباء!! “، عبارات اعتاد المواطن السوري في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام سماعها كل يوم تقريباً في تبرير من الجهات المسؤولة عن أسباب انقطاع سبل العيش في المدن و المحافظات السورية.
أعلن النظام مؤخراً عن تعرض خط التوتر العالي 400 بمنطقة القلمون، في السابع من الشهر الجاري لعطل فني نتيجة موجة الصقيع الحادة، كما ذكرت الصفحة الرسمية لوزارة الكهرباء السورية، مما أدى لانقطاع الكهرباء عن محافظات دمشق و درعا و القنيطرة بالكامل، في حين أن معظم مناطق محافظة دمشق تغرق في الظلام منذ أكثر من أسبوع كما أكد ناشطون .
وقد علّق مدير المؤسسة العامة للكهرباء “نصوح سمسمية” لوكالة سانا حول سبب انقطاع الكهرباء في دمشق بالقول:”إن ورشات الإصلاح توجهت في نفس اليوم لإصلاح العطل، ومازالت حتى الساعة تعمل على إيجاد حل للعطل الحاصل، و أن ساعات التقنين سوف تزيد حتى إشعار أخر “.
مع عبارات غاضبة تعلق “فداء رحال” إحدى متابعات صفحة شركة الكهرباء البالغ عدد متابعيها أكثر من 100 ألف متابع بقولها :” عيب عليكم كمسؤولين تحكو هالكلام هاد…أنتم تم وضعكم لإيجاد حلول للمشاكل مو للنواح عليها … لك الصومال بلد المجاعات عم يحتفلو بتدشين حدائق للطاقة الشمسيه لتوليد الكهرباء … ونحنا كل مره منقول خطوط كهربا مضروبه وزيادة ضغط “، لتضيف “خانم العطار” ساخرةً بقولها “أيها الشعب الكريم ادعوا يتحسن الطقس أوتوماتيكياً بترجع الكهربا لأن للأسف شوب و كهربا ما بيجتمعوا و برد و كهربا ما بيجتعموا”.
هذا و أكدت صفحة “دمشق الآن” الموالية للنظام و البالغ عدد متابعيها 657 ألف شخص “أنه و لأول مرة منذ بداية الأزمة تعاني العاصمة دمشق من انقطاع طويل للتيار الكهربائي في معظم الأحياء ”
تؤكد سهاد عموري متابعة على الصفحة ذاتها قولها :” حاج كذب هي مو أول مرة بتنقطع الكهرباء بكل دمشق، البلد بمساعي حكومة وائل الحلقي رجعت 200 سنة لا وأكتر، لأنو ع زمان جدود جدودنا صحيح ما كان في كهربا بس كان في مازوت و كاز و حطب و رخيص كتير للتدفئة .. لسه اذا بتضل هالحكومة الفاسدة و ما في حدا يحاسبها والله لنرجع عالحمير، سوريا تعيش أسوأ عصور الانحطاط منشان كم واحد بالحكومة يصيروا مليارديرين”.
و في محاولة للحكومة عبر صفحتها على الفيس بوك التقليل من غضب المواطن و إلقاء اللوم على الجماعات “الارهابية ” كما تدعي، نشرت أن محطة توليد الطاقة الكهربائية في المنطقة الجنوبية متوقفة عن انتاج الكهرباء منذ تاريخ 30يونيو نتيجة انقطاع إمدادات الغاز عنها بسبب قيام المجموعات الإرهابية المسلحة بتخريب خطوط الغاز القادمة من حمص و المغذية لها مما ساهم في زيادة الوضع سوءاً.
ليعلق كثير من متابعي الصفحة أن التقنين بحسب المنطقة، فمناطق المالكي وأبو رمانة والمزة غير مشمولة بالتقنين فتحمل بذلك الكثير من المناطق عبء التقنين لوحدها .
تعبر هند بغضب من وضع الكهرباء بقولها :”معقول بلد مو قدران يأمن كهربا لشعبو و تلات ارباع الشعب سافر ونص المعامل واقفة و الناس بالشوارع ما عندن بيوت و مافي مي، لك وين عم تروح الكهربا البلد فاضية وين عم تروح حدا يفهمنا “.
ليبقى الحس الوطني العالي موجود لدى بعض الموالين للنظام، فيصر رامي متابع للصفحة بقوله :”قولوا الحمد الله يا عالم في عنا متطلبات الحياة الضرورية …نحنا بحرب كونية يا جماعة الحمد لله قاعدين ببيوتنا و عم نتذمر، غيرنا الله بيعلم و شبابنا بالجيش لا دفا ولا كهرباء على الجبهات بدنا نوقف يد واحدة لحتى نمرق من هل القطعة … ليش عم تحكوا عن الحكومة ادعوا على يلي خرب الوطن “.
وقد أكدت وزارة الكهرباء أن محطة الكهرباء المغذية للمنطقة الجنوبية تولد نحو 2500 ميغا واط مخصصة لمحافظات الجنوبية من البلاد في حين أن حاجة المحافظة دمشق وحدها تبلغ 250 ميغا واط .
فأين تذهب الحكومة الرشيدة بالكهرباء يتسأل مواطن مغلوب على أمره؟.
أماني العلي
المركز الصحفي السوري