المركز الصحفي السوري – ماهر الحاج أحمد 2014/12/9
باتت الآبارالجوفية والإرتوازية المصدر الوحيد لمياه الشرب، نتيجة انقطاع المياه الصالحة للشرب، حيث الجميع نسوا المياه التي تأتي عبر الشركة واتجهوا لتأمين المياه بطرقهم الخاصة، فاتجهوا للاعتماد على خزانات المياه الكبيرة التي تنقل بالسيارات لكن أسعار الأخيرة خيالية، فبينما كان ثمن صهريج المياه لا يتجاوز 400 ليرة قبل الأزمة يصل سعرها اليوم إلى 2500 ليرة فما فوق ، ليت الأمر يقف عند حد إرتفاع أسعار المياه ولكن الخطر الأبلغ هو هذه المياه التي تفتقد لكل شروط الصحة والصلاحية للشرب.
وقد شهدت عبوات مياه الشرب المعقمة ارتفاعاً واضحاً في أسعارها، وباتت حلم كل مواطن لا يملك ثمنها، حيث وصفها البعض بأنها نوع من الرفاهية بسبب جنون أسعارها، حيث بلغ ثمن عبوة المياه ليتر ونصف 130 ليرة، بعد أن كان ثمنها 50 ليرة.
رحلة طويلة مع المعاناة في تنظيف المياه وتنقيتها لتكون صالحة للشرب، يقوم بها كل من لا يستطيع دفع مبالغ طائلة لقاء الحصول على مياه الشرب، وهذه الطبقة تمثل السواد الأعظم من أهالي سوريا.
لم يكن الشاب محمد يعلم أنَّه سيخضع لجلسة تفتيت حصى “بلورية” في كليته اليمنى سببها – وفق تقارير الأطباء – مياه شرب ملوثة تحتاج إلى معالجة وتعقيم بالكلور حتى تغدو صالحة للاستهلاك البشري.
يقول محمد صاحب ال 25 عاما قبيل خضوعه لعملية تنظير بداية العام الحالي، تمهيداً للتفتيت النهائي “طلب منّي الأطباء ألا أشرب إلا مياهاً مُعقّمة، فحالتي الصحية لا تسمح لي بشرب مياه أخرى، فبعد ثلاثة أشهر يمكن أن تعود الحصى للكلية وتسوء حالتي من جديد”.
حال محمد تتشابه مع حال خالد (26 عاماً) إذ أصيب بالتهاب الكبد الفيروسي –A، الذي انتشر أخيراً في أكثر المناطق بسبب تلوث مياه الشرب، وفق ما أعلنته منظمة الهلال السورية في بيانٍ بتاريخ 26/7/2014 ، وجاء في البيان الذي نشرته صحف ووسائل إعلام محلية: ” المياه الملوثة تسببت في انتشار حالات الإسهال والالتهاب الكبدي الوبائي والأمراض الجلدية”.
كما وتكشف النشرة الوبائية الرسمية الصادرة عن وزارة الصحة، أنَّ عدد المصابين بحالات إسهالٍ حاد في سورية بين عامي 2013 و النصف الأول من 2014 يزيد عن 276 ألف حالة سببها الجراثيم والكلس المتواجد في هذه المياه الخالية من أي تعقيم أو صلاحية للشرب ، ووفقاً للوزارة نفسها “فإنَّ هذه الأرقام هي الرسمية فقط، وهي أقل من الواقع”.
في بأي حال بات السوريون حتى المياه التي يشربونا باتت عدوا يهدد حياتهم بالخطر ، إما أن لا تشرب وتموت عطشا، وإما أن تشرب وتموت تسمما ، فهل من حل بديل عن هذه المياه الشبه مسممة لنفل يقضي للناس إحتياجاتهم من الماء ويقيهم الأوبئة والأمراض.