تعد ظاهرة تلوث المياه الجوفية والسطحية ظاهرة شائعة في جميع المحافظات السورية، تفاقمت بشكل لافت في السنوات الأخيرة.
تدوالت صفحات فيسبوك محلية ناشطة في مناطق سيطرة النظام اليوم، تفشي مرض التهاب الكبد بين المدنيين في تلكلخ بمحافظة حمص بسبب تلوث المياه.
ونقلت المصادر عن “بديع خضرا” رئيس المشفى إصابة 30 شخصاً غالبيتهم أطفال بمرض التهاب الكبد، ضمن 60 حالة راجعت المشفى بأعراض التهاب الكبد، من أهالي تلكلخ وقرية عين خضرا المجاورة منذ بداية الأسبوع.
فاقمت الحرب من الوضع العام للمياه في سوريا لتوقف كثيرٍ من مشاريع مياه الشرب عن العمل بسبب غياب الصيانة ونقص التمويل اللازم لاستبدال الشبكات المهترئة بجديدة، أو تعرضها للتدمير والضرر، ماسمح بتسرب الملوثات إلى مصادر المياه، في ظل إهمال وتقاعس يبديه النظام.
وقد قدر برنامج “الأمم المتحدة الإنمائي“ أواخر عام 2018، أن 70% من السوريين لا يحصلون على مياه الشرب “المأمونة” بصورة منتظمة، بسبب دمار البنى الأساسية وانقطاع المياه بشكل متزايد.
وقد أدى تلوث المياه إلى انتشار عددٍ من الأمراض منها داء الليشمانيات وحمى التيفوئيد والتهاب الكبد وغيرها من حالات التسمم في مناطق سيطرة النظام.
نستذكر من تلك الحوادث، تفشي مرض التهاب الكبد الوبائي بتسجيل نحو 160 حالة في منطقة وادي العيون بريف حماة مطلع تشرين الأول، نتيجة تسرب شبكة الصرف الصحي الناجمة عن الحفر الفنية ومياه الأنهار الملوثة بسبب مكبات القمامة إلى خزانات المياه.
وفي الشهر ذاته، توفي طفل رضيع في مدينة معضمية الشام، فيما شهدت المدينة ومدينة داريا في ريف دمشق أكثر من 2500 حالة تسمم توافدت إلى المستشفيات بسبب شكاوى من التهاب المعدة والأمعاء، نتيجة إهمال وسوء تنفيذ شبكات الصرف الصحي في المنطقة.
ساهمت الحرب هي الأخرى في تلوث المياه في المحافظات الشرقية، حيث يتم تصريف المياه الملوثة بمواد مشعة سامة مستخرجة من بقايا النفط إلى نهر الفرات، ما يؤدي إلى تدني جودة المياه والتأثير سلباً على الثروة السمكية وتدهور نوعية التربة، علاوةً عن نشر الأوبئة وتعريض حياة الناس والحيوانات للخطر.
كما أن مخلفات الصرف الصناعي الناجم عن المعامل ومصبات الصرف الصحي والصرف الزراعي ومخلفات المشافي ومعامل الغاز، تجد طريقها إلى نهر الفرات، مصدر مياه الشرب الوحيد والأساسي.
وسجل الشمال السوري في السنوات الماضية، حالات تسمم وإصابات بالتهاب الكبد والتيفوئيد، جراء تلوث المياه واعتماد نسبة من الأهالي على صهاريج المياه التي تفتقد التعقيم، وتسرب المياه الآسنة إلى الآبار.
وقد أطلقت مؤسسة المياه في إدلب، في أيار الفائت، نداء استغاثة للمنظمات الإنسانية للتحرك ومواجهة كارثة محتملة، بعد تسرب مياه الشبكات الصحية إلى أحد السدود وتلوثه.
وتعاني البنية التحتية في سوريا من الإهمال وانعدام العناية على مدى سنوات حرب عمد النظام فيها لإهمالها وتدميرها في عقوبة جماعية للشعب.
تقرير خبري /صباح نجم
المركز الصحفي السوري