في تطور جديد للأزمة بين أنقرة وموسكو، أعلنت الأخيرة أن الصندوق الأسود لطائرة سوخوي 24 التي أسقطتها تركيا تالف ولا يمكن قراءته.
مباشرة علقت صحيفة تركية بالقول إن تلف الصندوق مثير للسخرية، وإن موسكو لم تجد ضالتها فيه فادعت تلف الصندوق.
وبعيدا عن تفاصيل الصناديق السود تقنيا وإمكانية ضياع المعلومات في جهاز يعرف بأنه بالغ التحصين، فإن الأزمة التركية الروسية سياسية بما لا تخطئه العين.
هذا ما ناقشه ضيفا حلقة الثلاثاء (22/12/2015) من برنامج “ما وراء الخبر”، بالاستناد أساسا إلى أبرز تصريح للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن لا شيء سيتغير مهما كانت نتائج الصندوق الأسود.
يؤكد هذا الكاتب والمحلل السياسي التركي محمد زاهد غول، ويقول إن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف حين سئل “هل ستشركون الأتراك في فتح الصندوق؟” تردد وقال “سندرس الأمر”، مما يشير إلى أن محتويات الصندوق تؤكد رواية أنقرة أي أن الطائرة ضُربت في المجال الجوي التركي.
أما المحلل السياسي الروسي يفغيني سيدوروف فيقول إن روسيا دعت خبراء العالم بشفافية لفتح الصندوق، وإن تلفه طبيعي لأن الصاروخ أصابه مباشرة ومعظم الشرائح عطبت، لكن الأمر لم ينته فموسكو ستذهب بالصندوق إلى مختبرات أكثر تخصصا.
ولكن سيدوروف يؤكد فعلا أن بلاده لا تربط بين العلاقات ونتائج الصندوق، لافتا إلى أن بيانات بلاده الرسمية تقول إن تطبيع العلاقات صعب ومعقد في المستقبل المنظور.
عجرفة
رد زاهد غول بوصف القيادة الروسية بالعجرفة، مضيفا أنه لا يوجد فصل بين القيادة والشعب، ومتسائلا لماذا لم يتحدث الأتراك عن مشروعية بوتين في توليه مقاليد روسيا؟
لكن المواجهة -بحسب زاهد غول- لن تصل بين الطرفين حد العمل العسكري، حيث ينضوي كلاهما تحت تحالف حقيقي، أما البديل فهو مواجهات غير مباشرة.
ويضيف أن من بين الملفات التي ستتعامل معها بلاده في هذه المواجهة تعزيز العلاقات مع أوكرانيا، أما “الخاصرة الرخوة لروسيا التي تقع على تخومها جمهوريات تركية، فستتولاها تركيا بما يملي عليها ضميرها”.
مقابل ذلك، يبين سيدوروف أن موسكو ليست ساذجة حتى تتجاهل ردود الفعل التركية، لكن القيادة السياسية الروسية فقدت الأمل في تطبيع العلاقات معها.
وعن اللقاء المقرر بين وزير الخارجية الروسي لافروف ورئيس حزب الشعوب الديمقراطي التركي المعارض صلاح الدين دميرطاش في موسكو، قال سيدوروف إن من الطبيعي أن تستقبله روسيا دون أن تحفل بالآراء التركية.
وختم بأن ثمة أنباء عن فتح ممثلية لحزب دميرطاش في موسكو بما يؤكد أن العاصمة الروسية عازمة على توطيد العلاقة مع هذا الحزب المعارض، وأنها تستعرض استقلاليتها دون أي تشاور مع القيادة التركية.
الجزيرة