ارتفعت المخاوف بعد تكهنات تشير إلى الخلل الفني الذي أدى إلى سقوط الطائرة بعد العثور على قطعة من جناح طائرة الخطوط الإثيوبية بوينغ 737 ماكس 8 التي تحطمت الأحد الماضي وأدت إلى مقتل 157 شخصا.
وقال محللون إن القطعة قدمت دليلا ساهم في إقناع الجهات التنظيمية في الولايات المتحدة بحظر استخدام الطائرات من ذلك الطراز، بحسب مصدر على صلة بالتحقيقات الجارية.
وتظهر القطعة أنها كانت تدفع الطائرة إلى الهبوط أي توجه مقدمة الطائرة نحو الأسفل رغم أنها كانت في حالة إقلاع من المطار، أي وجود خلل في الأجهزة الإلكترونية يؤدي إلى توجيه الطائرة بعكس ما يريد الطيار.
فيتالي سافيليف:إذا لم تضمن بوينغ أمان الطائرة بنسبة 100 بالمئة لا أحد سيشتريها
وأعلنت العشرات من شركات الطيران حتى الآن عن تجميد وإلغاء صفقات شراء طائرات بوينغ من ذلك الطراز. وتشير التقديرات إلى أن ذلك قد يشمل صفقات تصل إلى أكثر من 100 مليار دولار.
وكانت وكالة بلومبيرغ الأميركية قد ذكرت الأربعاء أن القيمة الإجمالية للصفقات التي يمكن إعادة النظر فيها تصل إلى حوالي 57 مليار دولار، قبل أن يتفاقم الوضع وتنضم شركات كثيرة إلى موجة إلغاء وتجميد الصفقات.
وأعلنت شركة “فيت جيت أفييشن” التي طلبت الشهر الماضي شراء 200 طائرة “بوينغ 737 ماكس 8” أنها ستحسم قرارها بشأن مصير الصفقة بعد معرفة الأسباب الحقيقية لحادث طائرة الخطوط الإثيوبية.
كما قالت الخطوط الكينية إنها قد تحوّل صفقة مع بوينغ إلى منافستها إيرباص لشراء عدد من الطائرات طراز أي 320. وطلبت شركة يوت أير أفياشن الروسية ضمانات قبل تسلمها أول دفعة من صفقة قيمتها 3.65 مليار دولار تضم 30 طائرة طراز بوينغ 737 ماكس 8.
وذكرت بلومبيرغ أن ليون أير الإندونيسية بدأت التحرك صوب إلغاء طلبية قيمتها 22 مليار دولار من ذلك الطراز والتحول إلى طائرات إيرباص. وقررت طيران أديل السعودية تعليق طلبية لشراء طائرات بوينغ 737 بقيمة 5.9 مليارات دولار.
ويأتي تحطم طائرة الخطوط الإثيوبية بعد طائرة من نفس الطراز تابعة لشركة ليون أير الإندونيسية في 29 أكتوبر الماضي مما أسفر عن مقتل 185 شخصا.
وأثارت أوجه الشبه بين الحادثين ذعر الركاب في جميع أنحاء العالم وتسببت في خسارة أسهم الشركة 26 مليار دولار من قيمتها السوقية.
وقالت إدارة الطيران الاتحادية الأميركية إن معلومات جديدة تم استقاؤها من حطام الطائرة وبيانات منقحة بشأن مسار الرحلة تشير إلى بعض التشابه بين الكارثتين.
وأكدت مصادر مطلعة أن محققين عثروا على قطعة من زعنفة التثبيت في حطام الطائرة الإثيوبية في وضع غير معتاد يشبه ما كانت عليه الزعنفة في طائرة شركة ليون إير التي تحطمت العام الماضي. وزعنفة التثبيت في مجموعة الذيل بالطائرة مسؤولة عن تحريك مقدمة الطائرة للأعلى أو الأسفل.
ويرى محللون أن متاعب شركة بوينغ قد لا تقف عند إلغاء الصفقات، وقد تمتد إلى طلبات تعويض كبيرة من شركات الطيران بعد أن اضطرت إلى إيقاف تحليق جميع الطائرات من ذلك الطراز.
طيران أديل السعودية علقت طلبية شراء طائرات بوينغ 737 ماكس 8 بقيمة 5.9 مليارات دولار
في المقابل تلقت إيرباص سيلا من الطلبات وحسمت الكثير من الشركات التي كانت مترددة في الاختيار بين طائرات بوينغ وإيرباص قرارها وتوجهت إلى الشركة الأوروبية.
ويترقب قطاع الطيران حاليا معرفة الأسباب الحقيقية لسقوط الطائرة بعد أن بدأ محققون في فرنسا الجمعة فحص الصندوقين الأسودين لطائرة الخطوط الإثيوبية.
وقال بول جيتشينجا، الرئيس السابق لرابطة طياري الخطوط الكينية إن الطيارين من جميع أنحاء العالم يترقبون نتيجة التحقيق. وأضاف أن “الصور من موقع التحطم، تشير إلى أن الطائرة هوت بمقدمتها… يبدو أن الطيارين لم يكونوا مسيطرين على الطائرة لحظة الاصطدام بالأرض”.
وذكر أن “الطيار لابد أن يكون قد رصد مؤشرا ما على أن سرعة الطيران ربما تكون غير دقيقة أو شيء من هذا القبيل وقرر، بدلا من الارتفاع وحل المشكلة، أن أفضل شيء هو العودة لحل المشكلة”.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن شخص راجع اتصالات حركة الملاحة الجوية قوله إن قائد الطائرة الإثيوبي أبلغ عن مشكلة في “التحكم بالطائرة” بعد دقيقة من الإقلاع لأن الطائرة كانت على ارتفاع أقل بكثير من الحد الأدنى الآمن للارتفاع عن الأرض خلال الإقلاع.
وأعلنت الشركة الوطنية الروسية أيروفلوت أمس أنها ستلغي طلبية لشراء 20 طائرة بوينغ 737 ماكس ما لم يكن بمقدور شركة صناعة الطائرات الأميركية أن تضمن سلامة الطائرة بحلول نوفمبر المقبل.
وقال فيتالي سافيليف الرئيس التنفيذي للشركة “إذا لم يكن هناك ضمان بنسبة 100 بالمئة بأن الطائرة آمنة، فإن جميع شركات الطيران لن تشتريها”.
نقلا عن صحيفة العرب