تجاهل الكثير من المؤسسات الإعلامية والنشطاء خبر قصف إسرائيل لمطار حلب ، فتكرار الخبر واعتياده أفقده خاصية الغرابة أو الجدة والتشويق، والمضحك المبكي أن إعلام الممانعة يكرر نفس الجمل ونفس الرواية دون أن يتعب المحررون أنفسهم بتغيير الصياغة أو إضافة تفاصيل مختلفة “الدفاعات الجوية تصدّت للصواريخ الإسرائيلية وأسقطت بعضها”، ويغفل تمامًا عن كون الصواريخ حققت أهدافها وأوقعت قتلى وخسائر مادية كبيرة كل هذا لا جديد فيه.
الجديد هذه المرة هو أن الهجوم الإسرائيلي كان في حلب واستهدف شحنات أسلحة وطائرات مسيرة إيرانية نقلت للشمال، حسب تصريحات إسرائيلية، فكرر الإسرائيليون تحذيرهم للنظام الممانع “بأن صواريخنا قادرة على استهدافكم بكل مكان وأننا اتفقنا مع روسيا على السماح لجيشنا بقصفكم دون أن يكون لصواريخكم الروسية التي تدفعون ثمنها، من “دم قلوب السوريين، أي أثر ، نأمل أن تتعظوا ، وتعلموا أننا قادرون على تدمير جميع ما نريد في ليلة واحدة قبل أن تفتحوا عيونكم من نومكم أنتم وجنودكم “.
كالعادة بطريقة سمجة وجهت دمشق تحذيرات شديدة اللهجة ما جعل إسرائيل ترتعد خوفًا من الجيش الممانع، وأكدت دمشق ” بأنه من حق سوريا استخدام الوسائل المشروعة كافة للرد على العدوان البغيض وتحميل كل من يقف خلفها المسؤولية التامة عن تداعياتها الخطيرة” فسياسة التبجح، وسياسة الكلام الفارغ، والاحتفاظ بحق الرد تجاه الغارات الإسرائيلية التي لم تتوقف، والتي طالت العمق السوري مرارًا وتكرارًا أصبحت مقرفة ومهينة..
موضوع الممانعة ومواجهة إسرائيل عسكريًّا بات مكشوفًا للجميع ما عدا قصيري النظر وقليلي الفكر “الهتّيفة” الذين تكتفي بهم السلطة، وتعتبرهم “الشعب السوري وسوريا المفيدة ” فالممانعة التي يدّعونها ما هي إلا كذبةٌ لاستمرار سرقة السوريين واضطهاد الباحثين عن كرامة وقمعهم وتجويعهم، لأن شراء أطنان الأسلحة الروسية ليس سوى شراء لمواقف روسية المؤيدة للدكتاتور فهذه الأطنان من الخردة غير قادرة على منع طائرة إسرائيلية واحدة من إنتاج تسعينيات القرن الماضي من قصف البقعة التي تريد دون أي رادع، والجميع أصبح متأكدًا بأن إسرائيل قادرة على تدمير أسلحة ومقدرات جيش النظام السوري عن بكرة أبيه خلال ساعات، فما الفائدة من أطنان السلاح غير قتل السوريين المطالبين بالتغير وتجويع الآخرين الذين اختاروا السكوت.
بعد عام 2011 أفرغت خطوط التماس مع إسرائيل من الجنود وتوجهت وحدات جيش النظام لقتل السوريين، لم تبادر إسرائيل لاجتياح دمشق والتي لم يكن هناك أي مانع أو عائق أمامها، علما بأن بعض فصائل المعارضة لم يكن لديها أي مانع من الانضمام لإسرائيل لإزاحة جزار دمشق عن الكرسي، لم تفعل ذلك إسرائيل لتكذب الرواية المكررة للنظام السوري بأن إسرائيل لديها مطامع توسعية ليبرر الميزانية الكبيرة للتسليح، وهذا يؤكد بأن سياسة المقاومة ليست هي التي تمنع إسرائيل من التوسع كما يروج الإعلام المركزي، فالمؤكد بأن جيش النظام غير قادر على إطلاق طلقة واحدة لما بعد الحدود ولن يكون بمقدوره مهما كبرت ميزانيته أن يسقط طائرة واحدة.
فالصحيح هو توظيف المال الذي يصرف على الجيش لإعادة بناء ما دمره هذا الجيش من مدراس ومشافي ومدن وبلدات فأكذوبة سياسة المقاومة والممانعة، التي تذرع بها النظام ليمنع الحريات والكرامة عن السوريين أصبحت كذبة سمجة لا يسمعها إلا مجنون .
أكرم الأحمد