حقق فيلم الدراما الموسيقي الأمريكي “CODA” تقييماً مرتفعاً واستثنائياً بلغ (8،1) بحسب منصة قاعدة بيانات الأفلام عبر الانترنت “IMDB” ، حيث دارت أحداثه حول قصة الفتاة “روبي روسي” التي تعيش مع عائلتها الصماء، هي المنفذ الوحيد لهم للعالم، ثم وقعت بصراع داخلي معها.
اسم الفلم
رصد المركز أحداث الفيلم ويقدم إليكم نبذة مختصرة عنه. بدايةً يحمل الفلم اسما مختصرا للعبارة ” child of deaf adult”، ويعني ” الابنة بين بالغين من الصم”، وتفيض في الفلم مشاعر هائلة من الرقة، تتجسد في المعاني الإنسانية التي ظهرت بعفوية وبدون أي تكلف من طاقم الإخراج والتمثيل.
شخصيات الفلم
الفلم من إخراج الأمريكية سيان سيدار، وهي كاتبة ومخرجة، اشتهرت بفلمها الحالي، وبأفلام أخرى كـ ” البرتقالي هو الأسود الجديد” و” الأم”. ولعبت الممثلة الشابة البريطانية ” إيميلي جوزنز” دور البطولة في الفلم بدور روبي روسي، كفتاة تعيش وسط أب وأم وأخ صُم، هي منفذهم وأداة تواصل مع العالم الخارجي.
وأخذت دور الوالدة الممثلة الأمريكية مارلي مارتلين، الحائزة على جائزة الأوسكار عام 1986، وهي صماء في الحياة الحقيقية. كما لعب الممثل والمخرج الأمريكي تروي كوتسور دور الأب الأصم، وهو كذلك أصم في الواقع، فيما لعب الشاب والممثل الأمريكي دانيال دورانت دور الابن الأصم. وكان الكاتب والمنتج المكسيكي اوخينيو ديربيز بدور معلم الموسيقى لروبي روسي في الفلم. إضافة لشخصيات أخرى كزميل روبي وحبيبة أخيها.
حبكة الفلم
يحكي الفلم قصة فتاة تعيش مع عائلتها الصماء بسعادة ورضا، فالوالد يعمل في صيد السمك مع ابنه وابنته التي توصل رسائل العائلة عبر لغة الإشارة للناس. وقد يبدو الفلم طبيعيا وعاديا في بداياته، ثم ما يلبث أن تتعقد الأحداث وتظهر المعاني الإنسانية العميقة من خلال صراع تعيشه روبي بين إكمال هوايتها وتطوير موهبتها في الغناء، وبين البقاء مع العائلة على قارب الصيد لمساعدتهم!
تدخل روبي المدرسة ويبدو عليها قلق وتردد من البيئة المحيطة، كون عائلتها صماء، تتحرج من أفعالهم أحيانا، ولا تملك بيتا فاخرا وأموالا كثيرة، كالباقي كما تعتقد. تحضر درس موسيقا في المدرسة ويطلب منها أستاذها الغناء لكنها تمتنع من الدرس وتخرج دون إذن، بسبب نوع من الانطواء والخجل!
تعود روبي وتلق تشجيعا من الأستاذ الصارم فيكتشف فيها موهبة استثنائية في الغناء، فيقرر إشراكها مع زميلها الشاب الوسيم الذي تقع في حبه، في أغنية بعنوان ” لأجلك وهبت حياتي”، ثم تلق دعما كبيرا من زملائها ومعلمها للحصول على منحة دراسية جامعية، بسبب عدم امتلاكها تكاليف الدراسة الخاصة.
هنا يظهر الصراع بين الرغبة القوية في تطوير موهبتها التي أحبتها أكثر من صيد السمك، وبين حاجة العائلة الماسة لها وطلب والدتها أن تبقى بجانبهم، إلا أن والدها يشجعها ضمنيا للذهاب لواسطن لتدرس، فيما يعاني أخاها اضطرابا نفسيا كون الوالدين يحتاجانها أكثر منه، ما يتسبب بالغيرة لديه، إلا أن روبي تدخل في حوار معه تخبره أن ميزتها فقط هي الكلام لا أكثر، الأمر الذي يرفضه أخوها، فتبكي وتعتب عليه.
المشهدان المميزان
مشهدان في الفيلم يزرعان في أعماق النفس الكثير من المعاني الإنسانية كيف أن الصمم ليس بعائق عن إدراك الموسيقى والعيش بسعادة. فتستعرض المخرجة في مشهد حفل الغناء تفاعل الجمهور مع روبي، وهم يصفقون بحرارة ويبكون، ووالديها ينظران للناس فيقفان ويصفقان، وهما عاجزين عن طريقة للفخر بابنتهما الموهوبة!
ثم يطرح الفيلم فكرة أن الصم بإمكانهم فهم الموسيقا، ظهر هذا من خلال مشهد لوالد روبي معها عقب انتهاء الحفل، حيث طلب منها أن تعيد الأغنية له فقط، خارج المنزل لوحدهما، فتغني له روبي وهو يتأمل تعابير وجهها، ويضع كفه على حنجرتها ليرقب اهتزاز صوتها الخارج، طالبا منها أن تغني بصوت أعلى وأعلى، وتظهر عليه علامات التأثر والانفعال مع الأغنية.
لم تعتمد المخرجة على تأثيرات مبالغ فيها في إبراز هذه المعاني الإنسانية، بل كانت عفوية دون ابتذال أو تكلف. يختتم الفيلم بامتحان روبي للقبول في الجامعة، حيث تقف أمام اللجنة، وتبدأ بالغناء، فيما عائلتها ترقبها من اعلى القاعة، دون أن يفهموا شيئا، فتغني مع لغة الإشارة لتوصل لعائلتها معاني الكلمات، ما يجعلها تعيش الأغنية وتخرج صوتها ممزوجا بمشاعرها، الأمر الذي كان سببا في أدائها المتميز، ثم قبول اللجنة لها ودخولها الجامعة.
تقرير خبري/محمد إسماعيل
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع