نشرت مجلة فورين بوليسي الأمريكية يوم أمس الإثنين 15 شباط 2021، تقريراً تحت عنوان “إيران تسعى لقلب سوريا لمذهب النظام الإيراني”، اطلع عليه المركز الصحفي السوري وترجمه، تناول استخدام طهران الدين لجعل أثرها في سوريا دائماً، عقب مرور عشر سنوات على الحرب هناك.
اتمتة السجل العقاري هل ستساهم بخسارة الأملاك وتثبيت التزوير؟ ماهي الآلية لمراجعة الملكيات؟
استهلت المجلة مقالها بأن حزب نظام الرئيس السوري السابق حافظ الأسد البعث، كان الأول للاعتراف بالثورة الإسلامية لآية الله روح الله خميني في إيران واضفاء الشرعية عليها، إلا أن الأسد كان حذراً من ألا يسمح لإيران بتوسيع نفوذها في سوريا، كما فعلت لاحقاً في لبنان عبر حزب الله.
وتابعت المجلة الأمريكية أن يأس ابنه وخلفه بشار الأسد قد منح التوسعيين لإيران الفرصة لذلك. دخلت القوات الإيرانية سوريا سرعان ما اندلع الصراع منذ عقد من الآن للدفاع عن نظام الأسد الابن ضد الثوار، فقد دعمت القوات الإيرانية النظام السوري في الحرب بمساندة ميليشيا حزب الله اللبناني التابعة لإيران، كما زجت بمقاتلين من مذهب ملة نظام طهران من أفغانستان والعراق وباكستان من أجل ذلك،كما تمكنت لاحقاً من تجنيد مقاتلين محلين سوريين في صفوف ميليشياتها بدعوى حماية المزارات لمذهب إيران الحاكم، فيما عززت علاقاتها مع الرتب العليا في الجهاز العسكري السوري، لاسيما الفرقة الرابعة بقيادة باسل حافظ الأسد.
وأضافت بأن الميليشيات المدعومة من إيران تمكنت خلال عقد من الحرب من السيطرة على ضواحي العاصمة دمشق وحراسة البلدات الاستراتيجية على الحدود السورية اللبنانية، فيما تتواجد بأعداد كبيرة جنوب سوريا قرب إسرائيل، فضلاً عن امتلاك عدة قواعد في حلب وإنشائها مخيماً في القرى والبلدات على الحدود السورية العراقية عقب هزيمة تنظيم الدولة عام 2018.
وذكرت المجلة بأن إيران لم تأمن نفوذها الهلالي من طهران عبر سوريا والعراق وصولاً للبنان عبر أذرعها ومقاتليها فقط، فقد وسعت إيران خلال السنوات القليلة الماضية عقب انحسار الصراع، نفوذها الثقافي في البلاد، التي مزقتها الحرب، لتشجيع الأغلبية الدينية في سوريا للتحول لملة النظام الإيراني أو إضعاف موقفهم تجاه مذهبهم على أقل تقدير.
وأوضحت المجلة بأنها تحدثت إلى أشخاص قلبوا مذهبهم داخل مناطق سيطرة النظام في سوريا، والذين قالوا بأن الانهيار الاقتصادي في البلاد جعل تجاهل الامتيازات التي تقدمها إيران أمراً صعباً.
ولفت المصدر إلى أن إيران تمنح السوريين المحتاجين المال وتقدم جرعات كبيرة من التلقين العقائدي خلال مدوات دينية، فضلاً عن تقديم المنح الدراسية للدراسة في الجامعات الإيرانية والعلاج الصحي المجاني وسلات الطعام، والإضافة إلى رحلات إلى مواقع سياحية لتعزيز قلب مذهب الأهالي. وتلك الإجراءات ليست باهظة التكلفة ولكن يمكن أن تأثر بشكل كبير النظرة لإيران بين السوريين المعدمين.
واختتمت المجلة التقرير الذي ترجمه المركز الصحفي السوري، بأن إيران أعادت ترميم مزارات قديمة وبنت أخرى جديدة لشخصيات بارزة معتنقة لملة النظام الإيراني، في محاولة لإعادة كتابة التاريخ الديني لسوريا التي كان فيها المذهب ذي الأغلبية يقابله أقلية من مذهب نظام طهران قبيل الحرب. كما أن مقاتلي إيران اشتروا منازل السوريين المهاجرين واستولوا على منازل وجلبوا عائلاتهم للاستطيان فيها، وهذا التغيير الديموغرافي والغزو الثقافي موجّه لزيادة أعداد أتباع مذهب النظام الإيراني في سوريا، مما سيمكنها بالمطالبة بالسلطة السياسية عليهم في البلاد.
المركز الصحفي السوري
ترجمة صباح نجم