09.02.2014
ديللي تلغراف البريطانية
تقرير يسلط الضوء على معاملة الأطفال في الصراع منذ بداية الثورة ضد الأسد في مارس 2011 حتى 15 نوفمبر 2013, صدر هذا الأسبوع وأرسل إلى مجلس الأمن الدولي كما تم عرضه على موقع الأمم المتحدة يوم الثلاثاء الماضي
يشير التقرير كما يقول الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بأن الأطفال السوريين كانوا عرضة “لمعاناة لا يمكن وصفها” خلال هذا الوقت. وطالب بان الأطراف المتصارعة في سوريا إلى اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة ودون أي تأخير من اجل حماية واحترام حقوق جميع الأطفال في سوريا.
الثورة ضد حكم الأسد بدأت بمظاهرات سلمية كبيرة في 2011 ولكنها تحولت مع الوقت إلى حرب أهلية دامية أدت إلى مقتل ما يزيد على 130000 شخص, وفقا لناشطين. الملايين من السوريين أجبروا على الخروج من بيوتهم, والبحث عن مأوى في الدول المجاورة أو في أماكن أكثر أمنا داخل بلادهم.
كما أدى الصراع إلى ضرر كبير للأطفال في سوريا.
وقالت الأمم المتحدة إن قوات الحكومة مسئولة عن الاعتقال والاحتجاز التعسفي وسوء معاملة وتعذيب الأطفال. الأطفال الذين تصل أعمارهم إلى 11 عاما اعتقلوا على يد السلطات للاشتباه بوجود صلات لهم مع الجماعات المسلحة.
الأطفال في المعتقلات الحكومية عانوا كما ورد في التقرير من الضرب بواسطة أسلاك معدنية, وسياط وعصي خشبية ومعدنية, إضافة إلى الصدمات الكهربائية والعنف الجنسي الذي يشمل الاغتصاب أو التهديد بالاغتصاب, وعمليات الإعدام الوهمية والحرق بأعقاب السجائر والحرمان من النوم والحبس الانفرادي, وفقا للتقرير.
ولكن من غير الواضح ما هي المنهجية التي استخدمت كما أن الموجز الذي تم عرضه على موقع الأمم المتحدة لم يشر كيف حصل المحققون على هذه المعلومات.
كما تم تلقي ادعاءات حول حصول عنف جنسي من قبل المجموعات المعارضة أيضا, ولكن الأمم المتحدة لم تكن قادرة على إجراء المزيد من التحقيقات بسبب عدم القدرة على الوصول إلى المناطق التي تقع تحت سيطرة المتمردين, وفقا للتقرير.
في حين استخدمت قوات الأسد الأطفال كدروع بشرية في القتال, انتقد التقرير أيضا المتمردين بسبب “تجنيدهم واستخدامهم للأطفال في القتال و في قيامهم بأدوار داعمة, إضافة إلى القيام بعمليات حربية”.
خلال العامين الأولين من الصراع, معظم عمليات القتل والتشويه التي كانت تلحق بالأطفال كانت تعزى إلى القوات الحكومية, وفقا لتقرير الأمم المتحدة. ولكن خلال 2013, انخرطت قوات المعارضة بصورة متزايدة ” في مثل هذه التصرفات”.
كما ذكر التقرير إن :” مجموعات المعارضة المسلحة شاركت أيضا في عمليات إعدام ميدانية ضد الأطفال”. يقال إن محققي الأمم المتحدة لم يكونوا قادرين على الوصول إلى العديد من المناطق التي تقع تحت سيطرة المتمردين بسبب عدم توفر الأمن هناك, وبالتالي لم يكونوا قادرين على إجراء المزيد من التحقيقات وتوثيق الانتهاكات.
جوستن فورسيث من منظمة أنقذوا الأطفال قالت:” تقرير الأمم المتحدة يؤكد أسوأ مخاوفنا من أن سوريا أصبحت واحدة من أكثر الأماكن خطرا في العالم على الأطفال حاليا”.
وتضيف :” كما يؤكد التقرير العديد من الأمور المرعبة التي كنا نعرفها مسبقا, وهي ان ما لا يقل عن 10000 طفل قتلوا وأن هناك انتهاكات كبيرة ارتكبت بحق الأطفال على يد “أطراف الصراع” منذ بداية الانتفاضة في مارس 2011″.