وتضيف المجلة أن الهجمات التي نُفذت عن طريق الجو في الفترة المشمولة بالتقرير كانت سببا في وقوع أكثر من نصف مجموع الإصابات بين الأطفال، حيث أدت إلى قتل 349 طفلا على الأقل وإصابة 333 طفلا آخر.
وأشارت إلى أن السعودية وحلفاءها يحاولون، منذ انطلاق عاصفة الحزم المدعومة من أميركا في مارس/آذار 2015، دحر جماعة الحوثي وإجبارها على الخروج من السلطة في اليمن.
واستدركت بأن الغارات الجوية التي يشنها التحالف السعودي (حسب وصف المجلة) في الحرب على اليمن منذ هذا التاريخ تتعرض لانتقادات شديدة، لأنها تتسب في قتل المدنيين وفي تعطيل البنية التحتية وتدمير التراث المعماري والحضاري للبلاد.
وأشارت المجلة إلى أن الممثلة الخاصة للأمين العام بشأن الأطفال الذين يتعرضون لسوء المعاملة في زمن الحرب فرجينيا غامبا هي المُعدّة الرئيسية لهذا التقرير السري.
وأضافت أنه وفقا لمصدر مطلع فإن غامبا أبلغت كبار مسؤولي الأمم المتحدة الاثنين الماضي أنها تعتزم التوصية بإضافة التحالف الذي تقوده السعودية إلى قائمة البلدان والكيانات التي تقوم بقتل الأطفال وتتسبب في تشويههم.
وأشارت المجلة إلى أنه سيتعين على غوتيريس اتخاذ هذا القرار، حيث سيقوم بإعلان التقرير النهائي في وقت لاحق من الشهر الجاري.
ضحايا
وأضافت فورين بوليسي أن التحالف الذي تقوده السعودية في الحرب على اليمن كان مسؤولا عن إيقاع أكبر عدد من الضحايا في صفوف الأطفال، وقالت إن طيران “التحالف السعودي” قام بتدمير 28 مدرسة في اليمن.
وأشارت المجلة إلى أن المسؤولين السعوديين حثوا بشكل سري الأمم المتحدة على الدخول في مناقشات رفيعة المستوى قبل نشر التقرير، وأن السعوديين ضغطوا على الولايات المتحدة، التي بدورها حثت الأمم المتحدة على عدم إدراج “التحالف السعودي” كما تصفه المجلة، بدعوى أنه يعد من الظلم توريط جميع الدول الأعضاء في هذا التحالف، بمن فيهم من لم يشارك في هذا الأعمال الوحشية، وذلك وفقا لاثنين من المصادر المطلعة.
وأضافت المجلة أن الولايات المتحدة ضغطت بعد ذلك على الأمم المتحدة كي تدرج فقط أسماء الدول الأعضاء في التحالف المسؤولة بشكل مباشر عن هذه الفظائع، لكن مسؤولين قالوا إن تحديد أسماء دول بعينها على أنها متورطة يعد عملا معقدا، وذلك لأن التحالف لا ينشر معلومات بشأن دور كل دولة في عمليات محددة في الحرب على اليمن.
وأشارت إلى أن التحالف يضم كلا من السعودية والإمارات والبحرين ومصر والكويت والسودان.
وأضافت أن نشر هذا التقرير السري سيضع الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريس في معضلة صعبة، حيث يتطلب منه الأمر إدراج التحالف العربي على قائمة العار، كما أنه سيقحم نفسه في خطر الاصطدام مع الحكومات الأكثر تأثيرا في الأمم المتحدة.
واستدركت بأنه إذا لم يقم الأمين العام بهذه الخطوة فإنه سيواجه اتهامات بتقويض التزام الأمم المتحدة بحقوق الإنسان.
موقف سعودي
من جهتها قالت بعثة السعودية لدى الأمم المتحدة ردا على مقال فورين بوليسي، إن التحالف يحترم التزاماته بموجب قواعد ومبادئ القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي، بما في ذلك اتفاقيات جنيف وبروتوكولاتها الإضافية والقانون الدولي لحقوق الإنسان.
وأضاف بيان البعثة السعودية أن التحالف حافظ على موقفه بأنه لا يوجد أي مبرر لإدراج اسمه في مرفق تقرير الأمين العام عن الأطفال والنزاع المسلح، وأنه على ثقة من أن الأمم المتحدة ستتخذ القرار المناسب بشأن هذه المسألة مع مراعاة استعراض الانضمام المستمر والتبادل الإيجابي للمعلومات الذي يجري بين الأمم المتحدة والتحالف، بما في ذلك عقد المزيد من الاجتماعات المقرر عقدها في نيويورك وفي الرياض.
كما أسفت البعثة لأن تقارير الأمم المتحدة التي تعالج مسائل خطيرة تتعرض للتسريبات والمضاربات قبل إبرامها رسميا، مشيرة إلى أنها تمتنع عن تقديم أي تعليقات ريثما يصدر التقرير الرسمي النهائي.
الجزيرة _ فورين بوليسي