أعلن الكرملين أن التعاون التقني العسكري بين روسيا والمملكة السعودية سوف يستمر، وأنه جرى بحثه ضمن الملفات المطروحة على أجندة المفاوضات بين الرئيس فلاديمير بوتين والملك سلمان بن عبد العزيز أمس الخميس، موضحا أن اعتزام السعودية شراء منظومة “أس400” الدفاعية ليس موجها ضد أحد.
وأكد دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، أن الرئيس الروسي والعاهل السعودي ناقشا هذا الموضوع أثناء اجتماع القمة في موسكو، وامتنع عن كشف المزيد من التفاصيل، قائلا إن هذا الموضوع “حساس للغاية”.
وحول عزم الرياض شراء منظومة “إس-400” الروسية للدفاع الجوي، قال بيسكوف إن التعاون الروسي السعودي في المجال التقني العسكري ليس موجها ضد دول أخرى، بل يتطور في مصلحة البلدين والاستقرار في الشرق الأوسط.
وشدد بيسكوف على أن أي قلق من قبل دول أخرى بشأن هذا التعاون لا أساس له، في إشارة واضحة إلى تصريحات البنتاغون بهذا الخصوص.
وفي الشأن الاقتصادي، قال وزير الطاقة الروسي أكسندر نوفاك، إن هناك تشابها بين موقفي الرياض وموسكو بشأن اتفاق أوبك، مشيرا إلى أن الاتفاق جول الحد من إنتاج النفط سيمدد في حال عدم تحقيق استقرار السوق.
وأكد نوفاك أن المهمة الأساسية تتمثل في تحقيق الاستقرار في السوق، مشيرا إلى أنه من السابق لأوانه الحديث عن ذلك قبل انتهاء العمل بالاتفاق بنصف العام، لأن الكثير قد يتغير في السوق.
وكان الملك سلمان أكد عزم بلاده “على الدفع بالعلاقات مع روسيا إلى آفاق أرحب”، لافتا إلى أهمية التعاون بين الجانبين لتحقيق استقرار في أسواق النفط.
وأضاف: “لقد أثمرت جهود بلدينا في مجال البترول إلى التوصل لاتفاقية خفض الإنتاج، وتحقيق التوازن بين مصالح المستهلكين والمنتجين”.
على صعيد الملف السياسي، قال العاهل السعودي، إن معالجة أزمات اليمن وسوريا تتطلب “توقف إيران عن سياساتها التوسعية”.
وأوضح الملك سلمان: “أكدنا أن تحقيق السلام والاستقرار في منطقة الخليج والشرق الأوسط، وما تشهده من أزمات في اليمن وسوريا وغيرها، يتطلب توقف إيران عن سياساتها التوسعية والالتزام بمبادئ حسن الجوار، واحترام الأعراف والقوانين الدولية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى”.
وأشاد العاهل السعودي بالمباحثات المثمرة التي أجراها مع الرئيس فلاديمير بوتين، أمس الخميس، والتي تم خلالها الاتفاق على تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.
وتوصل الجانبان إلى تفاهم في سبتمبر / أيلول 2016، يقضي باتخاذ إجراءات مشتركة بهدف تحقيق استقرار سوق النفط، لمواجهة الهبوط الحاد في الأسعار خلال العامين الماضيين، جراء ارتفاع العرض في الأسواق العالمية.
وأثمر هذا التعاون عن توصل أعضاء منظمة الدول المنتجة والمصدرة للنفط “أوبك”، ودول نفطية أخرى، إلى اتفاق وصف بالتاريخي والمفاجئ في 28 أيلول/ سبتمبر 2016 بالجزائر، يقضي بخفض الإنتاج بنحو 1.8 مليون برميل يوميا لمدة 6 أشهر، وتم تمديده في مايو / أيار الماضي لـ 9 أشهر أخرى، تنتهي في مارس / آذار 2018.
ووصل الملك سلمان إلى موسكو أمس الأول الأربعاء، في زيارة تستمر 4 أيام هي الأولى لملك سعودي إلى روسيا.
وتأتي الزيارة قبل شهر من اجتماع لمنظمة “أوبك”، يتوقع أن يناقش خلاله تمديد اتفاق خفض الإنتاج الذي أدى إلى وقف نزيف الأسعار.
عربي 21