من الخطأ اعتبار بشار الأسد رئيسا لسوريا، إنما هو موظف الاستخبارات الأمريكية الذي يحكم سوريا، مثله مثل بول بريمر الذي نصبته أمريكا حاكما علي العراق عقب احتلاله في العام 2003م، لتكون المفارقة أن تعيين بشار عام 2000م حظي بدعم ورعاية مادلين أولبرايت وزيرة الخارجية الأمريكية في إدارة بيل كلينتون الرئيس الأمريكي الأسبق، مثلما حظي بول بريمر بدعم إدارة جورج دبليو بوش.
عقب اغتصابه السلطة في استفتاء هزلي نظمه حزب البعث الديكتاتوري، سار بشار الأسد على خُطى والده المجرم المقبور حافظ في قمع كل أشكال المعارضة وقتل التعددية الحزبية والسياسية وقام بسجن وتعذيب أصحاب الرأي والفكر، بما يضمن للغرب الصليبي استقرار أمن إسرائيل وبقاء هضبة الجولان محتلة، وهو ما جعل بشار يحظى برعاية دولية لا مثيل لها.
لم تنطلق الثورة السورية عبثا، ولم تكن وليدة الصدفة، إنما هي نار متقدة منذ انقلاب حزب البعث الاجرامي في 8 آذار/ مارس 1963م، الذى عصف بكل الحريات وأذاق الشعب السوري الويلات، وكرس حكم الطائفة، فكانت ثورات تونس ومصر واليمن وليبيا المتزامنة عام 2011م هي القشة التي قصمت ظهر البعير، لتنطلق الثورة من درعا وتعم أنحاء سوريا.
منذ ست سنوات والغرب يدعم جرائم بشار الأسد التي اكتوى بنارها كل ما به روح بالقطر السوري، اتفق الجميع على ذبح الشعب السوري دون أن يهتز لهم جفن… فقط انتفضوا عندما عكّر اللاجئون صفو مجتمعاتهم المتقدمة!
العجيب جد عجيب أن حالة العداء المزعومة بين أمريكا وإيران منذ ثورة الخميني 1979م، تحوّلت إلى لقاء رومانسي في فراش الرذيلة والجريمة المنظمة، بموجبه تدعم أمريكا المشروع الفارسي الكولونيالي الذي يستهدف السيطرة علي البلاد العربية مقابل حماية مصالح “الشيطان الأكبر”، فأطلقت أمريكا يد إيران التي دفعت بالحرس الثوري الإيراني بكامل عتاده وأسلحته وزبانيته ليُعمل القتل والترويع وسفك الدماء في صفوف السوريين الرافضين لحكم السفاح بشار.
كما أعطت أمريكا الضوء الأخضر لربيبتها روسيا، لتمارس القتل ضد السوريين وتجرّب الأسلحة الجديدة، فوق رؤوس الرضع والنساء والشيوخ، حتي يستمر موظف الاستخبارات الأمريكية بشار الأسد في الحكم محققا بذلك عدة أهداف أمريكية رئيسية:
1- تدمير سوريا وإعادتها للعصر الحجري.
2- الحفاظ علي الجولان بيد إسرائيل.
3- تصدير الإرهاب الأعمى إلى تركيا وجرها للمستنقع.
4- تفكيك الدولة التركية وجعلها عدة دويلات بين الأكراد والعلويين والسنة.
5- ضمان القضاء على أي قوة متبقية للمسلمين في العالم من خلال سحق تركيا.
من خلال هذه الأهداف الأمريكية، نستطيع معرفة لماذا تحرق أمريكا سوريا ولماذا تريد تفكيك تركيا من أجل عيون بشار الأسد… بقي فقط أن يخرج المتحدث باسم البيت الأبيض ليردد مع شبيحة و”منحبكجية” بشار: الأسد أو نحرق البلد!
ترك برس