كسرت الهجمات التي شنها تنظيم داعش داخل مدينتي طرطوس وجبلة الساحليتين غرب سوريا تقليدية محاور القتال وخطوط التماس المعروفة. فالانفجارات طالت مناطق كانت خارج الصراع بين المعارضة والنظام، وطالما اعتبرت آمنة في أيدي سلطات دمشق، لا سيما أنها تعتبر معقلا للطائفة العلوية وخزانها البشري.
وتثير هذه التفجيرات مخاوف من ردود فعل انتقامية قد ترتقي إلى تطهير عرقي للسنة الذين يسكنون في هذه المناطق ذات الغالبية العلوية، وستكون بمثابة هدية ثمينة من داعش داعمة لخيار “سوريا المفيدة” التي قد يلجأ النظام إليها كخيار أخير للحفاظ على السلطة ولو على جزء من سوريا.
وحصدت 7 تفجيرات “غير مسبوقة” أكثر من 100 قتيل، وتفاوتت أعداد القتلى وفق روايات متعددة، فقد ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن العدد وصل إلى 48 قتيلا في طرطوس (في محافظة طرطوس) و53 في جبلة (محافظة اللاذقية)، فيما أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية عن سقوط “45 شهيدا في جبلة” و”33 شهيدا في طرطوس”.
وكان مدير المرصد تحدث عن 4 تفجيرات استهدفت مدينة طرطوس و3 استهدفت مدينة جبلة، منوّها إلى أن التفجيرات “غير مسبوقة” في المدينتين اللتين “لم تشهدا انفجارات بهذا الشكل منذ الثمانينات”، في إشارة إلى المواجهات الدامية آنذاك بين النظام السوري وجماعة الإخوان المسلمين.
ويعتبر المراقبون أن للهجمات مقاصد متعددة هدفها ضم منطقة الساحل السوري إلى جبهات القتال، وبالتالي إسقاط نظرية “سوريا المفيدة” التي يتحدث عنها بشار الأسد، والتي تجتهد القوى الروسية في الحفاظ عليها وتحصينها وتأكيد خطوطها.
وترى أوساط معارضة أن هجمات الاثنين تخترق معقلا أساسيا لنظام دمشق، لا سيما إطلالته على البحر الأبيض المتوسط.
العرب